عثر علماء في جزيرة سولاويسي الإندونيسية على أدوات حجرية عمرها لا يقل عن 118 ألف عام، في ما يدل على أن البشر استوطنوا هذه المنطقة في حقبة أقدم مما كان يعتقد، حسب ما جاء في دراسة نشرتها مجلة «نيتشر». ويعود الفضل في العثور على هذه الاكتشافات إلى حفريات أجراها الباحث غيريت فاندنبرغ من جامعة «ولونغونغ» في أستراليا وفريقه بين العامين 2007 و2012. وقد عثر حينها على أربعة مواقع جديدة تحوي أدوات حجرية تعود إلى ما بين 118 ألف و194 ألف عام. ويؤكد العلماء أن النوع الذي بقي حتى الآن من البشر، الإنسان المعاصر (هوموسابيانس)، وصل إلى هذه الجزيرة قبل أربعين ألف سنة، أي بعد عشرات آلاف السنوات من تاريخ هذه الأدوات الحجرية. وكان العلماء توصلوا إلى تحديد زمن وصول الإنسان المعاصر إلى الجزيرة بفضل اكتشاف فنون صخرية في العام 2014، بحسب غيريت فاندنبرغ. ووحده إنسان فلوريس، وهو نوع من البشر القدامى البدائيين عثر عليه في جزيرة فلوريس الإندونيسية قرب سولاويسي، كان معروفا للعلماء أنه بلغ هذه المنطقة قبل الإنسان المعاصر. وجزيرة سولاويسي مكان معزول في قلب المحيط الهادئ. وقال الباحث «تشير نتائجنا إلى أن فلوريس لم تكن الجزيرة الوحيدة التي استوطنها الإنسان القديم، قبل وصول النوع الأحدث من البشر هوموسابيانس». لكن العلماء لم يعثروا على أي متحجرات بشرية على الجزيرة، ومن جهة ثانية فإن تاريخ هذه الأدوات يستبعد فرضية أن تكون عائدة للإنسان المعاصر. لذا فان النوع البشري الذي صنع هذه الأدوات ما زال لغزا لدى العلماء. ويعتقد العلماء أن اول البشر الذين وصلوا إلى أستراليا كانوا من نوع يسمى إنسان دنيسوفا، هاجر إليها من سيبيريا عابرا آسيا، وهو نوع بشري انقرض قبل ما لا يقل عن ثلاثين ألف عام، وما زال غامضا لدى العلماء. وقال غرت فاندنبرغ «لا نعرف شكل إنسان دنيسوفا لأن البقايا المتحجرة المعثور عليها صغيرة جدا». وأضاف «لكن تحليل الحمض الريبي النووي لعظام عثر عليها في سيبيريا أظهر أن الأستراليين اليوم يملكون خاصيات وراثية تعود إلى ذلك النوع البشري المنقرض». ويرى الباحثون أن التزاوج بين أسلاف الأستراليين المعاصرين وإنسان دنيسوفا جرى على الأرجح في مكان ما من جنوب شرقي آسيا، قبل بلوغ أستراليا وجوارها. ويستبعد العلماء أن يكون إنسان فلوريس قادر على صنع هذه الأدوات، ويستبعدون في الوقت نفسه أن يكون الإنسان المعاصر وصل إلى تلك المنطقة في ذاك الوقت القديم جدا، يقول فاندنبرغ «يمكن أن تكون هذه الأدوات الحجرية المعثور عليها في جزيرة سولاويسي من صنع إنسان دنيسوفا».