يعود إلى عالم الوراثة السويدي سافانت بابو الفضل في تحليل جينات إنسان نيانديرتال، النوع البشري الذي انقرض قبل عشرات آلاف السنوات، وإلى تحديد أن 2 في المئة من جينات الإنسان المعاصر في أوروبا وآسيا تعود إلى ذلك النوع، وهو يواصل بحوثه للإجابة عن أسئلة أعمق. ويعكف العالم حالياً على البحث عن إجابة على سؤال في غاية الأهمية: «لماذا تمكن الإنسان المعاصر (هوموسابيانس) من الهيمنة على كوكب الأرض، لماذا لم يتمكن إنسان نيانديرتال من فعل ذلك». قرر العالم أن يفك رموز الحمض الريبي النووي القديم، بدءاً بالحيوانات المنقرضة وانتهاء بإنسان نيانديرتال. وقادته خطواته إلى الولاياتالمتحدة ومنها إلى ألمانيا. ويقول: «كان حلمي أن أسلط الضوء على تاريخ البشرية». وفي أحد أيام العام 1996 قرر متحف بون الألماني أن يحقق حلمه، فسمح له بتحليل بقايا من إنسان من نوع نيانديرتال عثر عليها عام 1856، ووضعت 3,5 غرامات من عظامه في تصرف الباحث. وفي إحدى ليالي العمل، ناداه أحد طلابه ليقول له إنه عثر على شيء غير بشري، وتوصل الفريق إلى تحديد الحمض الريبي النووي لإنسان نيانديرتال. وعام 2009، توصل مع فريقه إلى رسم السلالة الوراثية الكاملة للحمض الريبي النووي لإنسان نيانديرتال، واكتشف أن جينات هذا النوع الذي انقرض في العصور الغابرة ما زالت موجودة في جينات الإنسان المعاصر الذي يعيش اليوم بنسبة 2 في المئة من الجينات، خصوصاً في أوروبا وآسيا. ويقول العالم: «بعض أسلافنا تزاوجوا مع إنسان نيانديرتال وحصلت عمليات إنجاب. في شكل ما، يمكن القول إن ذاك النوع لم ينقرض تماماً، بل ما زال يعيش فينا». ويعتقد العلماء أن إنسان نيانديرتال تعايش مع الإنسان المعاصر في أوروبا قبل انقراضه قبل ثلاثين ألف سنة. وقد جمع العالم خلاصات بحوثه هذه في كتاب لاقى نجاحاً كبيراً وينتظر أن ينقل إلى خمس لغات.