واشنطن، باريس - يو بي آي، ا ف ب - تشير آثار الأقدام الأحفورية للإنسان الذي عاش قبل نحو 3.5 مليون سنة، أن أجدادنا مشوا منتصبي القامة على أقدامهم. وأفاد موقع «هلث داي نيوز» بأن آثار الأقدام التي حفظها رماد بركان اكتشف أخيراً في تنزانيا قبل نحو 30 سنة يؤكد النظرية القائلة أن الأنسان مشى دائماً على قدمين. وتوصل العلماء إلى أن هذه النتيجة بعد الطلب من متطوعين السير على طبقة من الرمل في مختبر وتصويرهم في أوضاع مختلفة مثل الانحناء والمشي كالقردة، ثم مقارنة هذه الصور بتلك التي عثر عليها في رماد البركان، فتأكد لهم وجود تشابه في طريقة مشي الإنسان المعاصر والقديم. وقال العالم دافيد رايشلن الذي أعد الدراسة: «المثير في هذه الدراسة هو أن أجدادنا الذين كان لديهم تركيب بنيوي أتاح لهم قضاء معظم أوقاتهم فوق الأشجار كانوا يمشون كالإنسان المعاصر». وفي سياق متصل، عثر على بقايا عظمية تعود الى سلالة من أسلاف الإنسان كانت مجهولة حتى الآن، عاشت في سيبيريا قبل حوالى اربعين الف عام، وكشف تحليل الحمض النووي وجود سلالة منقرضة من القردة الكبار. وعثر عام 2008 في كهف في دنيسوفا في جبال آلتاي على جزء سلاميات احد اصابع هذا الكائن الذي عاصر انسان النياندرتال والإنسان الحديث. وعمل يوهانس كراوس من معهد ماكس بلان في ألمانيا وزملاؤه على تحليل جزء من الحمض النووي من المتقدرة التي تنتج الطاقة في الخلايا. وقال ان العينة تعود الى نوع من أسلاف الإنسان كان مجهولا حتى الآن. وأوضح العلماء انه يجب العودة مليون سنة في الزمن لإيجاد سلف مشترك بين سلالة دنيسوفا والإنسان الحديث وإنسان النياندرتال الذي تم تحليل حمضه النووي المتقدري. ويبدو ان الكائن الذي اكتشف حديثاً لا يتحدر من المجموعة الأولى لأسلاف الإنسان من سلالة «هومو اركتوس» (الإنسان المنتصب) التي غادرت افريقيا قبل 1.9 مليون سنة اي 900 الف سنة قبل الظهور المفترض للسلف المشترك للإنسان المعاصر (اوموسابيينس). وأورد الباحثون أن البيانات الأثرية والجينية تشير الى تكرر هذه الهجرة خارج افريقيا مرتين على الأقل بعد الهجرة الأولى وذلك في حقبة اسلاف النياندرتال منذ 300 الف الى 500 الف سنة والثانية منذ خمسين الف سنة في حقبة الإنسان الحديث الذي ينتمي الى فصيلتنا الآن. وحتى وقت ليس ببعيد، كان يظن ان كائنات الجنس البشري الوحيدة التي تواجدت على الأرض منذ اربعين الف سنة كانت من سلالة النياندرتال والإنسان المفكر.