لم تضعنا قرعة نهائيات كأس آسيا التي أقيمت الجمعة الفارطة في العاصمة القطرية على صدارة المجموعة الثانية، بل وضعتنا على مفترق طرق من حيث رسم استراتيجية المشاركة بهذه البطولة التي خطف لقبها منتخبنا من قبل ثلاث مرات وحل وصيفاً ثلاث مرات أيضاً. منتخبنا في هذه البطولة سيكون أمام خيارات صعبة تحدث عنها الأمير نواف بن فيصل باقتضاب بعد إعلان القرعة مباشرة، فاما المشاركة في خليجي عشرين المقررة باليمن للمرة الأولى وقبل الحدث الآسيوي بشهر تقريباً بالفريق الأساسي وأما ببدلاء وشبان جدد (يعني بالفريق الأولمبي) القرعة أنصفت المنتخب السعودي، ووضعت إلى جوارنا منتخب اليابان القوي ومنتخبي الأردن وسورية وهما منتخبان يبحثان لهما عن مجد بهذه البطولة، وقد يقلبان المجن على المنتخبين المرشحين (منتخبنا ومنتخب اليابان) إذا لم يعيراهما الاحترام الذي تفرضه كرة القدم وعالمها المجنون الذي لا يعترف بالتاريخ ولا بالجغرافيا. إذا كانت البطولة وضعتنا على مفترق الطرق ووضعت أمام القيادة الرياضية خيارات مفتوحة عدة فمن واجب النقاد الإسهام بالرأي السديد لعل اختلاط الأوراق يسهم في بلورة فكرة جيدة تساعد منتخبنا في المضي نحو لقبي البطولتين بكل جدارة واستحقاق. أعتقد ان أفضل حل هو تشكيل جهاز فني وإداري مستقل لبطولة خليجي 20 ووضع صلاحيات محددة للمدير الفني الأساسي لمنتخبنا الأول، بحيث يستشار في ضم وإقصاء بعض الأسماء قبل المشاركة في بطولة كأس الخليج وقبل إشهار الأسماء، وفي هذه الحالة نعزل منتخبنا الأول عن ضغوطات وحساسيات البطولات الخليجية التي تسبب لنا في الغالب العودة للمربع الأول (نقطة الصفر) من خلال إعفاء الجهازين الفني والإداري ومن حيث حل المنتخب في مناسبات أخرى. تحديد الأهداف ورسم الاستراتيجية الواقعية سيخففان العبء على اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، وسيجعل كل منتخب يشارك في البطولة المخصصة له بعيداً من نتاج الحدث في ما بعد، ومن الجميل العودة للبطولة الآسيوية في نسختها 14 التي أقيمت في اندونيسيا حيث شاركنا بتوليفة شابة قدمت عروضاً رائعة اغتالها تحكيم جائر في النهائي قدم الكأس للعراق بمباركة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. مجموعة منتخبنا جيدة ومنصفة، وسيكون مروره للدور الثاني متوقعاً وعندها يبدأ الجد بمواجهة المنتخبات المرشحة، ومع هذا فالتفاؤل يجب أن يكون لغة المرحلة المقبلة لأن تاريخنا في هذه البطولة يشفع لنا بذلك. [email protected]