وصف البرلمان العربي الموقف السعودي تجاه إيران ب«الحازم»، معلناً تأييده الكامل لقرارات المملكة في هذا الشأن، محذراً في ختام أعمال جلسته السنوية الرابعة 2015 – 2016، في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أمس (الأربعاء)، من «التدخلات الإيرانية المكشوفة في شؤون الدول العربية، وتأجيج الفتنة الطائفية، وتهديد تماسك الكيان العربي، وتعريض أمنه القومي للخطر، وتماديه في انتهاك سيادة المملكة». ودعا في بيان له أمس - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى «تبني مواقف عربية حاسمة وحازمة وملزمة لكل الدول العربية لمواجهة التدخل الإيراني في المنطقة، ليكون رسالة إلى جميع الأطراف الإقليمية والدولية التي تسعى إلى التدخل في الشأن العربي». ونبّه إلى أن «أمن واستقرار البلدان العربية يواجهان تهديدات تعددت مصادرها والأجندات التي تخدمها»، مؤكداً «ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد في هذه الظروف بالغة الخطورة، لتكون فرصة تاريخية لصيانة كيان الأمة والحفاظ على سيادة دولها ووحدة أراضيها» مشدداً على «رفضه التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية أياً كانت المسوغات والحجج والمزاعم». ودان البرلمان العربي ما تمّ اكتشافه من وجود خلية إرهابية في مملكة البحرين، مستنكراً محاولات طهران التدخل في شؤون بحرينية وتهديد أمنها واستقرارها، ومؤكداً حقها المشروع في التصدي لكل هذه المحاولات عبر الأطر القانونية والسياسية. وفي ما يتعلق بالإمارات أكد البرلمان العربي سلمية نهج الإمارات الحريص على اتباع الحوار وحسن الجوار، وجدد دعوته إيران للجلوس إلى طاولة الحوار حسماً لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى) أو قبول الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية. وفي شأن اليمن، عبّر البرلمان العربي عن رفضه الكامل لاستخدام معاناة المدنيين في اليمن واستغلالهم وسيلة في الصراع الدائر، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في إنهاء هذه الأساليب المرفوضة والمخالفة لكل القيم والشرائع، والتي تعتبر من جرائم الحرب. كما دعا إلى فك الحصار الخانق على المدنيين في مدينة تعز، والعمل على إزالة العقبات أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة في اليمن. وفي الشأن الفلسطيني دان البرلمان العربي في بيانه أعمال القتل المتعمد التي تواجه بها قوات الاحتلال الإسرائيلي الهبّة والانتفاضة الشعبية الفلسطينية المتواصلة في مواجهة هذا الاحتلال، مؤكداً مركزية القضية الفلسطينية. وطالب ببذل مزيد من الجهود لمساعدة الشعب الفلسطيني في نضاله المتواصل، ودعم صموده في أرضه ووطنه ودفاعه عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمها المسجد الأقصى، أمام محاولات سلطة الاحتلال الإسرائيلي والمتعصبين اليهود فرض مؤامرة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بهدف تنفيذ مزاعمهم الدينية في ما يسمى بالهيكل، وتحويل الصراع إلى حرب دينية مدمرة. وأشار البرلمان العربي إلى ضرورة البدء الفوري في تنفيذ خطة العمل المشترك بين البرلمان العربي والمجلس الوطني الفلسطيني، التي تم الاتفاق عليها في ال28 من تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي في شأن التحرك البرلماني على المستويين العربي والعالمي، وضرورة سرعة التحرك العربي المشترك لتنفيذ قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (7986) في شأن توفير الحماية الدولية في أرض دولة فلسطين. كما دعا فرنسا إلى استئناف جهودها مع المجتمع الدولي للوصول إلى قرار من مجلس الأمن لتحديد تاريخ إنهاء الاحتلال لدولة فلسطين.