قتل أحد أبرز قادة الميليشيات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في اللاذقية غرب البلاد بعد يوم على مقتل قائد الحرس الجمهوري في حلب شمالاً، مع تردد معلومات عن اغتيال قائد للميليشيات في دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن هلال الأسد، أحد أقارب الرئيس السوري، قتل مع سبعة من مساعديه في المعارك التي تدور في ريف اللاذقية في شمال غرب البلاد. وكان هلال تعرض لنقد كبير من قبل مؤيدين ومعارضين للنظام، وسمّاه بعضهم ب «قائد الساحل السوري». واكد الإعلام الرسمي السوري نبأ مقتل الأسد خلال الاشتباكات العنيفة التي تدور في مدينة كَسَب الحدودية مع تركيا، كما أجرى التلفزيون الرسمي اتصالاً مع النائب في مجلس الشعب (البرلمان) عمار الأسد الذي أكد وفاة هلال، وقال: «نحن أولياء الدم نناشد الإخوة في سورية الهدوء لأن عدونا ليس السوريين»، ثم استدرك: «عدونا هم الإرهابيون وكل السوريين إخوة». وقال المرصد في بريد إلكتروني: «قتل هلال الأسد، قائد قوات الدفاع الوطني، وما لا يقل عن سبعة عناصر كانوا برفقته، خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة في مدينة كسب». وأشار «المرصد» إلى أن هلال الأسد تربطه صلة قربى بالرئيس بشار الأسد، إلا أنه ليس أحد أبناء العم المباشرين. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها عن مقتل «قائد الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد خلال اشتباكات كسب قبل قليل». من جهته، تبنى «جيش الإسلام» بزعامة زهران علوش عملية الاغتيال، قائلاً في بيان إن قتله تم عبر استهداف «اجتماع لقيادات الشبيحة في بيت فواز الأسد في شارع 8 آذار جانب قيادة الشرطة وسط اللاذقية، بناء على معلومات تلقاها جهاز استخبارات جيش الإسلام». وأوضح البيان أن مقاتلي «جيش الإسلام أطلقوا صاروخي غراد على الهدف، الأول بتوقيت السابعة والربع والثاني بعده بخمس دقائق». ومنذ الجمعة، يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة على معبر كسب الحدودي في ريف اللاذقية الشمالي، وتقدموا في مبان ونقاط عسكرية، بينما استعاد نظام الرئيس بشار الأسد الأحد بعض النقاط بينها تلة استراتيجية. وتعد محافظة اللاذقية الساحلية أحد أبرز معاقل النظام. وبقيت المحافظة هادئة نسبياً منذ اندلاع النزاع منتصف آذار (مارس) 2011، إلا أن المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض أريافها الجبلية. وأنشأ النظام السوري بدعم من إيران و «حزب الله» نهاية العام 2012، قوى عسكرية موازية للجيش مؤلفة من مدنيين مسلحين لمساعدة قوات النظام على خوض حرب الشوارع على الأرض ضد المجموعات المقاتلة المعارضة. وتعرف هذه التشكيلات باسم «جيش الدفاع الوطني» أو «قوات الدفاع الوطني»، وتضم اللجان الشعبية الموالية للنظام التي نشأت مع تطور النزاع بهدف حماية الأحياء من هجمات المقاتلين المعارضين، إنما مع توسيعها في ظل هيكلية جديدة وتدريب أفضل. ونقلت المعارضة عن شهود عيان قولهم إن سليمان ابن هلال ركب سيارة دفع رباعي بعد وصول نبأ وفاة والده، واصطحب معه عناصر مسلحة واقتحم عدداً من أحياء اللاذقية السنية وبدأ بإطلاق الرصاص الكثيف عشوائياً، كما تم رمي قنابل يدوية في الشوارع. وكان سليمان، وهو في سن المراهقة، تعرض للاعتقال بعد شكاوى وصلت إلى القصر الرئاسي بسبب تجاوزات تُنسب إليه في الساحل السوري. وتزامن مقتل هلال مع تردد معلومات عن اغتيال قائد آخر في الميليشيات الموالية للنظام في دمشق، حيث تأكد مقتل العميد سميع يوسف عباس قائد قوات الحرس الجمهوري خلال مواجهات مع مقاتلي المعارضة في حي الليرمون شمال غربي حلب. وينحدر العميد عباس من جبلة (غرب البلاد) وكان قائد الفرقة 102 ومن أبرز مساعدي العميد ماهر شقيق الرئيس السوري. وكان العميد عباس يشرف على قيادة العمليات في حي الليرمون قرب مبنى الاستخبارات الجوية في حلب، حيث حققت المعارضة تقدماً أول من أمس بعد سيطرتها على تل شويحنة الاستراتيجي.