واصلت قوات النظام السوري أمس هجومها في جبل الأكراد بريف اللاذقية الساحلية، وسيطرت على جبال مجاورة لبلدة سلمى معقل فصائل المعارضة والتي سقطت في أيدي النظام وحلفائه أول من أمس. كما تمكنت قوات النظام من السيطرة على قرية جديدة شمال مطار كويرس (شمال البلاد) لتصبح بذلك على بعد كيلومترات قليلة من بلدة الباب معقل تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) إلى اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر الأربعاء «بين غرفة عمليات قوات النظام التي يشرف عليها ضباط روس وتضم حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث ومسلحين موالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من جهة أخرى، في محيط بلدة سلمى من محور المارونيات»، مضيفاً أن الاشتباكات تترافق مع قصف تقوم به طائرات حربية روسية وقصف من مدفعية النظام على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في مرج خوخة وربيعة والمريج. وأكد أن قوات النظام «تقدمت» في منطقة المريج و «سيطرت على تلال المارونيات»، بعد يوم من تمكنها من السيطرة «في شكل كامل» على بلدة سلمى «المعقل الرئيسي للفصائل في جبل الأكراد». أما وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية فنقلت عن «مصدر عسكري» تأكيده أن الجيش النظامي «فرض السيطرة على قريتي المارونيات وبيت ميرو في إطار العملية العسكرية المتواصلة في بلدة سلمى شمال شرقي مدينة اللاذقية بنحو 50 كلم». وأشار المصدر في تصريحه إلى أن الجيش «بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية» خاض ليلة الثلثاء - الأربعاء وفجر الأربعاء «اشتباكات عنيفة» مع فصائل المعارضة المسلحة في قرية المارونيات التي تبعد كيلومتراً واحداً شمال سلمى. وأضاف المصدر أن «الاشتباكات انتهت بإحكام السيطرة على القرية بشكل كامل» وأن عناصر المعارضة انسحبت في اتجاه بلدة ربيعة القريبة من الحدود التركية. وتابع المصدر أن وحدات الجيش سيطرت لاحقاً على قرية بيت ميرو القريبة. أما في حلب (شمال)، فقد أعلن المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور على محاور عدة في محيط منطقة مطار كويرس العسكري ومحاور أخرى بريف حلب الشرقي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، «وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على قرية عين البيضا والمزارع المحيطة بها». وتابع أن طائرة حربية قصفت منطقة قريبة من سوق بلدة تادف التي يسيطر عليها «داعش» بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى سقوط ضحايا، وسيطرت قوات النظام في الأيام الماضية على سلسلة من القرى الواقعة شمال مطار كويرس وهي تواصل تقدمها شمالاً نحو تادف المجاورة لبلدة الباب معقل «داعش» في ريف حلب الشرقي. وفي ريفي حلب الجنوبي والغربي، دارت مواجهات بين «جبهة النصرة» وتنظيم «جند الأقصى» وفصائل إسلامية ومقاتلة و «الحزب الإسلامي التركستاني» من جهة، وبين قوات النظام و «حزب الله» اللبناني ومسلحين من جنسيات عربية وآسيوية من جهة أخرى، على محاور عدة تحاول أن تتقدم فيها قوات النظام، بحسب المرصد. وفي هذا الإطار، ذكرت «سانا» أن الجيش السوري قصف مقرات للفصائل في قرية المنصورة التي تبعد 10 كلم غرب مدينة حلب، علماً أن النظام أعلن أول من أمس إطلاق هجوم واسع للسيطرة على بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي. وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت ليلة الثلثاء - الأربعاء في محيط مطار دير الزور العسكري، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، «إثر هجوم نفذته قوات النظام للتقدم في محيط المطار». وأضاف أن أربعة عناصر سوريين من «داعش» قُتلوا «جراء قصف طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف لأماكن في قرية البصيرة بريف دير الزور الشرقي ... كما أسفر القصف عن استشهاد مواطنتين اثنتين». وفي حمص (وسط سورية)، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على الأطراف الغربية لمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وأماكن أخرى في قرية تيرمعلة بالريف ذاته، فيما نفذت طائرات حربية يُرجّح أنها روسية ضربات على مدينة الرستن وقرية ديرفول، بحسب المرصد. أما في درعا (جنوب البلاد)، فقد ألقى الطيران المروحي 8 براميل متفجرة على بلدة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي «وسط استمرار الاشتباكات داخل الشيخ مسكين وعند أطرافها» بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وبين قوات النظام «مدعمة بضباط إيرانيين وضباط من حزب الله اللبناني»، على ما أفاد المرصد.