تجاهل خطاب حال الاتحاد الأخير للرئيس الأميركي باراك أوباما النزاعات الاقليمية في الشرق الأوسط، وقلل من الخطر «الوجودي» لتنظيم «داعش» على الولاياتالمتحدة، في حين كرر الإشادة بالاتفاق النووي الإيراني. وفي ردود الفعل، سخر المراقبون من قول أوباما أن الشرق الأوسط يمر ب «مرحلة انتقالية متجذرة في نزاعات منذ ألف سنة، ويحتاج تجاوزها الى جيل كامل». وكتبت الخبيرة في معهد «كارنيغي» ميشيل دان على «توتير»: «لا تليق هذه المزاعم حتى بطلاب الثانوية»، فيما وصفها موقع «فوكس» الالكتروني بأنها «أقرب الى نظرة المستشرقين، وتتناسى الحرب على العراق والربيع العربي وأحداث أخرى في العقد الماضي». واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الخطاب «يعكس كون السياسة الخارجية لأوباما من نسج الخيال، إذ أن تقليله من حجم تهديد داعش، ومن التوسع الروسي والمنافسة مع الصين لا يتماشى مع الواقع». وأقرّ أوباما، في خطابه أمام الكونغرس ليل الثلثاء – الأربعاء، بأن «مجموعات المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة والاشخاص ذوي النفوس المعذبة الذين يتآمرون في شقق او مرائب سيارات، يشكلون خطراً هائلاً على المدنيين، ويحتم التحرك لوقفهم، ولكنهم لا يمثلون خطراً وجودياً لوطننا، علماً ان الحديث عن هذا الأمر يؤدي فقط الى تقوية اعداء أميركا». وفي محاولة لتهدئة الجدل القائم حول الأمن القومي والذي زادت حدته مع بدء احتدام معركة الانتخابات الرئاسية، رفض أوباما تصريحات خصومه الجمهوريين الذي ينتقدون افتقاد ادارته استراتيجية حقيقية في مواجهة «داعش»، بأن «العالم يخوض حرباً عالمية ثالثة في مواجهة الجهاديين». ووصف هذه التصريحات بأنها «مبالغة تفعل ما يريده الجهاديون»، متعهداً ألا يحذو حذو الرئيس السابق جورج بوش عبر إرسال آلاف القوات البرية للمشاركة في نزاعات الشرق الأوسط. وزاد: «إذا كنتم تشكون في التزام اميركا او التزامي احقاق العدل، فاسألوا اسامة بن لادن». كذلك، دعا اوباما الكونغرس الى مساعدته في اغلاق سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا، معتبراً انه يعزز دعاية المتطرفين الراغبين في تحريك المشاعر المناهضة للأميركيين. وعلّق الجمهوري مايكل ماكول، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب بأنه التقى مسؤولين من منطقة سان برناندينو بكاليفورنيا التي شهدت اخيراً حادث قتل زوجين مسلمين من «انصار داعش» بالرصاص 14 شخصاً، وأبلغوه ان ما يحتاجونه «هو أفعال وليس لكلمات لضمان أمن بلدنا». وردت حاكمة ولاية ساوث كارولينا الجمهورية نيكي هايلي على خطاب أوباما داعية الى «سياسة أقوى خارجياً لا تحتفل بانتصارات إيران»، فيما اتفقت مع البيت الأبيض في رفض الخطاب المحرض ضد اللاجئين والمسلمين.