كشف تقرير إسرائيلي حكومي نشر أخيراً، أن الموازنة التي تخصصها الحكومة للطالب العربي تساوي تُسع تلك المخصصة للطالب اليهودي، أي «أقل بنسبة تتراوح بين 78 و88 في المئة»، ما يعكس تمييزاً واضحاً تجاه الأقلية العربية، في ما يعرف ب«أراضي 48» الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. كما أنه مؤشر على «تعميق الفجوة بين العرب واليهود، من أجل ترسيخ الجهل والفقر في المجتمع العربي وممارسة الإقصاء منذ سن مبكرة، بحسب ما ذكر التقرير. وتتولى البلديات المحلية العربية في الداخل المسؤولية التنظيمية والتعليمية في المدارس العربية مسلمة كانت أو مسيحية، لكن موازنتها تُقرّ من الحكومة الإسرائيلية، وأي عملية بناء أو تعمير فيها تكون بموافقة الأخيرة، ما يعني تحكماً تاماً غير مباشر فيها. أما الجامعات التي يمكن للطالب الالتحاق بها، فهي إسرائيلية فقط وعالية التكلفة، ما يدفع مئات آلاف الطلاب في الداخل والقدس، إلى الالتحاق بجامعات الضفة الغربية أو في جامعات الخارج. ويؤكد التقرير أن الطالب اليهودي في المرحلة الابتدائية يحصل على «موازنة أعلى ب30 في المئة من تلك المخصصة للعربي، وفي الإعدادية أعلى ب50 في المئة، وترتفع النسبة إلى 75 في المئة في المرحة الثانوية»، إضافة إلى تراجع كبير في علامات الاختبارات التقييمية للعرب والمعروفة ب«البغروت»، وهي شهادة تخولهم الالتحاق بالجامعة يكون اختبارها باللغة العبرية وشديد الصعوبة، فنسبة العرب الذين ينجحون فيه لا تتجاوز ال23 في المئة فقط، مقابل 47 في المئة من اليهود، بحسب ما أورد موقع «عرب 48» الإلكتروني. وضمن مؤشرات الفجوة التعليمية أيضاً، هناك نقص في الغرف الدراسية بنسبة الثلث، والحضانات وروضات الأطفال بنسبة الثلثين، عوضاً عن أن قسماً من التلاميذ العرب لا يزالون يتعلمون في غرف متنقلة شديدة الاكتظاظ. وعلى صعيد المساعدات الجامعية، يخصص للطلاب العرب 51 مليون شيكل إسرائيلي (نحو 14 مليون دولار أميركي) سنوياً، مقابل 131 مليون شيكل (نحو 36 مليون دولار) للطلاب الإسرائيليين المتشددين دينياً والمعروفين ب«الحريديم». فيحصل الطالب من الفئة الأخيرة على 26 ألف شيكل سنوياً (7 ألاف دولار)، في مقابل 1300 شيكل (360 دولاراً تقريباً) للطالب العربي، أي أقل بنسبة 95 في المئة عن نظيره اليهودي. وفي شأن المنح الطلابية، يحصل الطالب الجامعي العربي على مبلغ 3000 شيكل (800 دولار) طيلة «مرحلة اللقب الأول»، بحسب النظام التعليمي الإسرائيلي، التي تكلف 60 ألف شيكل (نحو 16500 دولار). وفي السياق نفسه، يخصص «مجلس التعليم العالي» الإسرائيلي، موازنة مساعدات للطلاب العرب قدرها 51 مليون شيكل (نحو 14 مليون دولار)، وهو أقل من نصف موازنة اليهودي البالغة 131 مليون شيكل (36 مليون دولار تقريباً). ويتناقض ما ورد في التقرير مع الخطة التي كانت أعلنتها الحكومة الإسرائيلية قبل أيام، والتي رصدت بداية موازنة قدرها 38 بليون شيكل، لتطوير المجتمع العربي منها 7 بلايين للتعليم. لكن لم يتم إقرار الأولى إلا بعد تخفيضها إلى 15 بليون شيكل (2.5 إلى 3.8 بليون دولار)، ما يعني أن أي نسبة ستخصص للتعليم ستكون قليلة جداً ولا يمكنها تعديل أي وضع كان. وأضربت مدارس عربية عدة، مطلع العام الدراسي الماضي، في أيلول (سبتمبر) 2015، احتجاجاً على وضعها المالي السيئ، خصوصاً المدارس المسيحية التي تم تقليص موازنتها في العامين الأخيرين بنسبة 45 في المئة. و«عرب 48» أو «عرب إسرائيل» هم الفلسطينيون الذين ظلوا في ديارهم بعد قيام إسرائيل، وعددهم اليوم أكثر من 1.4 مليون نسمة، يشكلون حوالي 20 في المئة من السكان، بينهم 160 ألف مسيحي، 14 ألفاً منهم في القدسالشرقية، وهم يشكون من تمييز سياسي واقتصادي واجتماعي، ولطالما حذرت منه القوائم العربية في «الكنيست» الإسرائيلي (البرلمان)، إلى جانب احتجاجات المؤسسات التعليمية نفسها والطلبة وعائلاتهم.