حذرت وزارة الخارجية الأميركية من أن الخطاب المناهض للمسلمين في الولاياتالمتحدة خلال الحملة الرئاسية، يغذي الدعاية التي تقوم بها المجموعات الإسلامية المتطرفة، وذلك بعد دعوة المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. وحرص الناطق باسم الخارجية جون كيربي على عدم تسمية ترامب، لكنه أشار إلى تسجيل فيديو استخدمه إسلاميون صوماليون مستندين إلى تصريحات لترامب الذي تضمن الفيديو لقطات له. وقال كيربي إن «استخدام مجموعة متطرفة لتعليقات أدلى بها أحد المرشحين يثبت تماماً وجهة نظري». وشدد كيربي على أنه لا يريد التدخل في الجدل في الحملة الانتخابية، لكنه قال إن وزير الخارجية جون كيري حذر من الخطاب الضار أصلاً. وردد قول كيري انه «لا يوجد ولا يجوز أن يكون هناك، امتحان ديني في الولاياتالمتحدة، وكل تعليق مخالف لهذا الأمر يمكن أن يعتبره المتطرفون بأنه يصب في مصلحتهم وبسببه يجب أن ينضم إليهم الناس». وتابع: «بالتأكيد هذا بلد حرية والناس يستطيعون قول ما يشاؤون فيه، لكن يجب أن يتنبهوا إلى الطريقة التي ينظر فيها إلى هذه التعليقات». وكانت لمجموعة نشطاء طردوا من تجمع انتخابي للمرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي، رسالة ضمنية مفادها أن لك أن تتوقع تكرار هذا الأمر. واستقطبت روز حامد المحجبة أنظار وسائل الإعلام سريعاً بعد إخراجها من تجمع انتخابي عقده ترامب في ساوث كارولاينا. وقال مارتي روزنبلاث وهو محام متخصص في شؤون الهجرة كان يقف صامتاً إلى جوارها خلال تلك الواقعة: «فلنقل إنه إذا عاد السيد ترامب إلى منطقتنا فربما نكرر الزيارة». وكثيراً ما تشهد التجمعات التي يقيمها ترامب محاولات لإفسادها من جانب محتجين يرددون هتافات ويرفعون لافتات. غير أن مجموعة المحتجين التي ظهرت في تجمع روك هيل في ولاية ساوث كارولاينا اتخذت خطاً مختلفاً. وشارك روزنبلاث أيضاً في احتجاج خلال تجمع انتخابي عقده ترامب في ولاية نورث كارولاينا وسرعان ما تم طرد المجموعة بعد ترديدها هتافات. وقال: «لذا أخذت أفكر، ما سيحدث إن نحن وقفنا في صمت؟». وخلال تجمع أقامه ترامب في أيكن في ولاية ساوث كارولاينا في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حاول ناشطون الاحتجاج بالوقوف صامتين وهم يرتدون ملابس عليها نجوم صفراء وتحمل رسائل مثل «أوقفوا الهلع من الإسلام». أما الغرض من النجوم فكان استحضار النجوم التي كان اليهود يرغمون على وضعها على ملابسهم في ألمانيا النازية. وقال روزنبلاث إن الحرس ظلوا لدقائق لا يعرفون كيف يتعاملون مع الموقف خصوصاً أن المحتجين لم يعرقلوا سير التجمع الانتخابي. ونجح الاحتجاج بقوة لدرجة دفعت الناشطين إلى تكرار التجربة يوم الجمعة الماضي. وبينما كانت الكاميرات مسلطة على روز حامد وروزنبلاث وقف ستة آخرون على بعد بضعة صفوف منهما وهم يضعون نجوماً صفراء على ملابسهم. وأيضاً أخرجهم الحرس من المكان. وقالت روز حامد وهي مضيفة طيران عمرها 56 سنة، إنها لم تشارك في التخطيط للاحتجاج لكنها قررت الذهاب إلى التجمع في يوم عطلتها بعد أن تلقت رسالة بالبريد الإلكتروني من محتجة أخرى تدعى إديث غاروود. وأضافت حامد التي ترأس جماعة اسمها (مسلمات كارولاينا): «أبلغتني أنها تنوي المشاركة في احتجاج صامت. وقلت لها هذا ما أود فعله». وأقرت بأن هذا الاحتجاج مثله مثل أي محاولة لتوجيه رسالة سياسية كان يهدف لجذب أكبر قدر ممكن من الأنظار. وقالت: «اخترت ذلك المكان الاستراتيجي» وهو الوقوف خلف ترامب مباشرة. وكان المرشح المحتمل يلمح حينها إلى أن اللاجئين الفارين من العنف في سورية ربما كانوا على صلة بمتشددي «داعش». ولم يلتزم كل فرد في المجموعة الصمت، إذ هتف جبريل هاو الناشط من تشارلوت وصديق روز حامد: «الإسلام ليس هو المشكلة» وقال إنه تم إخراجه من المكان عنوة. ولم تعلق حملة ترامب على الاحتجاجات. وشهد تجمع انتخابي في نيوهامبشير الاثنين محاولة تعطيل واحدة حين أصدر رجلان أصوات عواء ثم أخرجهما الحرس من المكان. على صعيد آخر، قال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إن الرئيس باراك أوباما عرض منحه مالاً لمساعدته على النفقات بعد أن أصيب بو ابن بايدن بمرض السرطان. وقال بايدن في مقابلة بثتها شبكة «سي أن أن» إن أوباما قدم العرض أثناء غداء بعد أن أبلغه بايدن بأنه كان يفكر في بيع منزله لجمع الأموال لمساعدة بو الذي توفي عن عمر يناهز 46 سنة بعد إصابته بسرطان الدماغ في أيار (مايو) 2015. وقال بايدن إنه أبلغ أوباما إن بو قد يستقيل من منصبه كمدعٍ عام لولاية ديلاوير بسبب المرض. ونهض أوباما وقال: «لا تبيع المنزل، أوعدني بأنك لن تبيع المنزل، سأعطيك المال، أي مبلغ تحتاجه».