انتشرت في العام 2015 أخبار كاذبة وصور مفبركة، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي. وأدت سرعة انتشار هذه الأخبار ودافع الحصول على السبق الصحافي وسائل إعلام بارزة إلى الوقوع في فخ عدم المصادقية. وفي ما يلي أبرز الأخبار التي انتشرت واكتشف لاحقاً زيفها: نظريات المؤامرة عقب هجمات مجلة «شارلي إيبدو» بعد الإعتداءات التي وقعت كانون الثاني (يناير) من العام الماضي على مجلة «شارلي إيبدو» وسوبر ماركت «كوشير» في باريس، انتشرت نظريات المؤامرة على شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف إظهار أن الحقيقة يجري إخفاؤها، سواء من قبل السلطات أو من وسائل الإعلام. وبعد ساعات قليلة من انتشار صور نشرها هواة لعملية الاعتداء على المجلة، بدأت نظريات المؤامرة والتحليل. ومن بين التفاصيل التي استخدمت دليلاً على وجود مؤامرة، وكانت الأكثر شعبية بشكل خاص هي أن لون النوافذ الخلفية للسيارة المستخدمة من قبل اثنين من المهاجمين غير متناسقة، وذلك بعدما تمكن بعض الأشخاص من التقاط صور لسيارة «ستروين c3» سوداء قيل أن المهاجمين فروا فيها. وفي الصورة التي التقطت لحظة قتل ضابط الشرطة قرب مكاتب «شارلي إيبدو»، تظهر مرايا الرؤية الخلفية في السيارة بيضاء، بينما تظهر في صورة السيارة بعد تخلي المهاجمين عنها شمال باريس سوداء. وادعى عدد من مستخدمي الإنترنت أن هذا يثبت أن هناك سيارتين مختلفتين، وليست السيارة نفسها مثلما أفادت وسائل الإعلام والشرطة. لكن الحقيقة كانت أن مرايا الرؤية الخلفية على هذا النموذج مطلية بالكروم، بمعنى أنها تعكس الضوء وأن الألوان تتغير اعتماداً على زاوية الصورة. الأخبار الكاذبة المنتشرة لإثارة الخوف من اللاجئين نشرت مجموعات اليمين المتطرف والمتعاطفين معه في أوروبا، معلومات كاذبة بعد وصول عشرات آلاف المهاجرين الذين فروا من الحرب في سورية والعراق، إلى أوروبا، وذلك بهدف التأثير على الرأي العام، حتى أن بعض البلدان الأوروبية توقفت عن استقبال الوافدين الجدد. وفي آب (أغسطس) من العام الماضي نشر موقع «ريبوستليغ»، المقرب من اليمين المتطرف في فرنسا فيديو صُوِّر على الحدود بين اليونان ومقدونيا، وعرض على أنه دليل على أن المهاجرين رفضوا قبول أي طعام لم يكن حلالاً، بينما الوصف الذي قيل في الفيديو عار عن الصحة تماماً. وأوضح ناطق باسم «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» أن المهاجرين في الواقع رفضوا الطعام احتجاجاً على حظر دخولهم من قبل الشرطة، فناموا تحت المطر في اليوم الماضي. وكان كل ما أرادوه عبور الحدود، والرفض لا علاقة له بما إذا كان الطعام حلالاً أم لا. وانتشرت صورة أخرى لمحاولة تضليل الجمهور نشرت على «فايسبوك» في موقع «بيغيدا المملكة المتحدة»، الذي نصب نفسه فرعاً لحزب «بيغيدا» المعادي للمهاجرين في ألمانيا، وفيها عدد من الرجال ضخام العضلات ما يوحي بأنهم ليسوا من اللاجئين وهم ينزولون من القوارب، مصحوبة بالنص: «سمعت أنه يمكن الحصول على المنشطات مجاناً في إنكلترا. الرجاء مساعدة وتغذية وإيواء اللاجئين العزل الفقراء». ولم تؤخذ هذه الصور في أوروبا، وإنما التقطت في العام 2013 في جزيرة كريسماس في أستراليا، وهذا واضح من الزي الأزرق للشرطة المنقوش عليه شعار «الجمارك الأسترالية وحماية الحدود». وصورة أخرى شاركها عدد من مستخدمي الإنترنت بما في ذلك عضو البرلمان البلجيكي الذي علق عليها: «6000 من المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إيطاليا في غضون 48 ساعة». لكن بحثاً سريعاً في «غوغل» كشف أنها التقطت في العام 1991، عندما توجهت السفينة «لا فلورا» إلى ميناء باري في إيطاليا، وفيها الآلاف المهاجرين الألبان. الإرهابيون في باريس وهميون في أعقاب الاعتداءات التي وقعت في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) في باريس، تسابقت وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم للحصول على سبق صحافي، لا سيما حول هوية المشتبه فيهم. وأدى هذا إلى تخبط بعض وسائل الإعلام، مثل صحيفة بلجيكية نشرت صورة لأحد سكان بروكسيل، واصفة إياه خطأ بأنه إبراهيم عبد السلام، أحد الانتحاريين. وهذا الخطأ أدى بالضحية الذي يدعى إبراهيم أواندا، إلى نشر شريط فيديو على «فايسبوك» للتنديد بالصحيفة وتكذيب مزاعمها. إغلاق أنوار برج إيفل احتراماً للضحايا ساهمت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية في انتشار خبر خاطئ عن أنوار برج إيفل، أيقونة باريس، بعدما نشرت على حسابها الرسمي في «تويتر» صورة للبرج الشهير وأنواره مطفأة تماماً، مرفقة بتعليق يقول إن «برج إيفل أطفأ أنواره إكراماً لضحايا الهجمات الإرهابية على باريس». والحقيقة أن الصورة تعود لبداية العام عندما انطفأت أضواء برج إيفل لدقائق معدودة إكراماً لضحايا الهجوم على «شارلي إيبدو»، إضافة إلى أن أنوار البرج تطفأ يومياً في الساعة الواحدة صباحاً.