توجهت القوات العراقية بعد تحرير مدينة الرمادي في محافظة الأنبار من تنظيم »الدولة الإسلامية» (داعش)، قبل أسبوعين، إلى تحرير المناطق المحيطة بها حيث تشهد المناطق عمليات أمنية موسعة. وتفقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد يوم من تحرير المدينة، القطاعات العسكرية والأمنية فيها، مؤكداً أن «العام 2016 سيكون عام الانتصار النهائي على التنظيم»، بحسب ما نقلت عنه صحف ومواقع عراقية. وقال القيادي في مجلس العشائر المتصدية ل«داعش» سفيان العيثاوي، إن «القوات الأمنية ومقاتلي العشائر العراقية، توجهوا إلى تحرير المناطق المحيطة بالرمادي»، مؤكداً أن «القوات المشاركة ستركز جهودها خلال الساعات المقبلة على مناطق الجزيرة والبوعيثة والحامضية والبو بالي شمال وشرق الرمادي لإنهاء وجود التنظيم». وأضاف العيثاوي أن «وجود التنظيم في الناطق المحيطة ضئيل، خصوصاً بعد تلقيه هزيمة ساحقة في الرمادي التي تمثل نقطة مهمة في المقاييس الاستراتيجية»، موضحاً أن «تكاثف الجهود بين القوات الأمنية ومسلحي العشائر أثبت أن التنظيم لا يمكن أن يعود مرة أخرى إلى الرمادي». ودعا الجميع إلى المساهمة في تحرير بقية مناطق المحافظة. ووسّع تنظيم «داعش» خلال الأسبوعين الماضيين، من حجم هجماته بالأسلحة الرشاشة والصاروخية على مناطق غرب سامراء في محافظة صلاح الدين شمال العراق. ولاحظ مراقبون أن التنظيم يحاول العودة إلى معقل رئيسي له في غرب سامراء، بعدما فرّ من الرمادي، مشيرين إلى مساحات مترامية الأطراف تُعرف بالجزيرة (غرب العراق)، وتقع خصوصاً قرب مراكز مدن كبرى مثل سامراء وتكريت. وكانت الجزيرة- التي تمتد عبر مساحة شاسعة من نينوى إلى صلاح الدين ثم الأنبار، وتطل على الحدود مع سورية- معقلاً لتنظيم «القاعدة» الذي فقد فيها عدداً كبيراً من قياداته، قبل أن يحلّ تنظيم «داعش» مكانه. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي»، عن اعتقال ما يسمى ب«وزير المال لداعش»، بحسب بلاغ تلقته القوات الأمنية من أهالي الرمادي، مضيفةً أن «المطلوب أاعتقل وهو متخف بين المواطنين ويحاول الهروب بعد انكسار التنظيم المتطرف». من جهته، قدم وزير الداخلية محمد سالم الغبان تهانيه الحارة إلى أهالي الرمادي، معتبراً تحرير الرمادي مفخرة لكل العراقيين، ومقدمة لتطهير المحافظة من دنس «داعش»، فيما أكد النائب عن «كتلة المواطن» عزيز العكيلي أن «العراق أثبت بعد تحرير الرمادي أنه لا يحتاج إلى قوات أجنبية برية». في المقابل، قال مسؤولون أمنيون إن القوات العراقية الخاصة دفعت المقاتلين المتشددين للخروج إلى الضواحي الشرقية لمدينة الرمادي، بعد أسبوعين من إعلان النصر على التنظيم في المدينة، غير أن القنابل المتناثرة في الشوارع ما زالت تعرقل جهود إعادة بناء المدينة. ووصف المسؤولون استعادة الرمادي أكبر المدن التي استردتها القوات العراقية بأنها أول نجاح رئيسي يحققه الجيش العراقي منذ انهياره أمام الهجوم الخاطف الذي شنه «داعش» عبر شمال البلاد وغربها قبل 18 شهراً. وكانت حكومة العراق التي رأسها نوري المالكي في العام 2013، أطلقت حرباً ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» في صحراء جزيرة الأنبار، لكن التنظيم استفاد من الخلافات التي شهدتها آنذاك ساحات الاعتصام بين الحكومة وعشائر الأنبار، فتمكّن من التمدد إلى داخل المدن بدءاً من الفلوجة.