نظِمت في مسقط ندوة دولية عنوانها «استخدام المياه غير التقليدية في المناطق الحضرية»، بمجموعة توصيات شارك في صياغتها قرابة مئة اختصاصي. وعلى مدار يومين، بحث المنتدون في أوراق عمل علمية متنوعة عن المياه غير التقليدية واستخداماتها، ركزت على أهمية ترشيد المياه، وضرورة البحث عن بدائل تساهم في رفد المناطق الجافة بحاجتها من «شريان الحياة». مصادر غير تقليدية أوصت الندوة بتشجيع جهات معنية بالمياه، سواء أكانت حكومية أو غير حكومية، على الاستثمار في مشروعات بحثية عن المياه، خصوصاً استخدام المصادر المائية غير التقليدية. وحثت الندوة على تحديث التشريعات والقوانين واللوائح المتعلقة بمياه الصرف الصحي ومُعالَجَتها، كي تتوافق مع التزايد المستمر في استغلال هذه المياه كمصدر غير تقليدي يمكنه تلبية متطلبات الصناعة والتجارة والسياحة. وشددت على أهمية التوسع في إنشاء سدود تخزينية صغيرة في المناطق الجبلية، للاستفادة من مياه الفيضانات. ولفتت الندوة إلى ضرورة استخدام مياه الصرف الصحي المُعالَجَة، في القطاع الزراعي لحل مشاكل ندرة المياه مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات البيئية والصحية لهذا النوع من الاستخدام. ودعت الجهات المعنية في قطاعات المياه والنفط والغاز والزراعة، إلى التنسيق والتعاون، خصوصاً لجهة استغلال المياه المُصاحِبَة للنفط بوصفها من المصادر غير التقليدية الواعدة للمياه. وكذلك دعت إلى التوسع في استخدام النماذج الرياضية في مقاربة المواضيع المتعلقة بالخَزانات الجَوفية. وطالبت الندوة بزيادة الموارد المائية عبر العمل على زيادة معدلات هطول المطر، والبدء في تجارب الاستمطار الاصطناعي واصطياد مياه الضباب. وشددت على أهمية زيادة الوعي العام في شأن استخدام مياه الصرف الصحي المُعالَجَة، ضمن معطيات البيئة، معتبرة أن الاستفادة من هذه المياه تساهم في سد نقص مياه المصادر الطبيعية. ورأت ضرورة الاستفادة من الخبرات الإقليمية والدولية في مجال تكنولوجيا المياه غير التقليدية، عبر بحوث عن إمكان استبدال المياه الجَوفية المستخدمة في الزراعة بمياه الصرف الصحي المُعالَجَة ثلاثياً، وتقويم إمكان استخدام مياه البحر المُحلاة في الزراعة، شرط مراعاة معطيات البيئة. البحر يروي الزراعة نظمت الندوة «وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه» في السلطنة، بالتعاون مع «المركز الإقليمي لإدارة المياه في المناطق الحضرية» في طهران (وهو تابع لمنظمة ال «يونسكو»). وبحثت محاور من بينها تحلية مياه البحر لأغراض إمدادات المياه الحضرية، واستخدام المياه غير التقليدية في تغذية الخَزانات الجَوفية، والتحليل الاقتصادي لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المُعالَجَة، وتقنيات حصاد المياه وغيرها. وناقشت تغذية الخَزانات الجَوفية، عبر أفكار شملت تغذية الخزان الجوفي باستخدام المياه المُعالَجَة، وتغذية الخزان الجوفي اصطناعياً بمياه الصرف الصحي المُعالَجَة، ودور الغطاء النباتي في اصطياد مياه الضباب في المناطق شبه الجافة، ودور مياه الصرف الصحي المُعالَجَة كمصدر للمياه غير التقليدية وغيرها. وبحثت الندوة تفصيلياً تقنيات مُعالَجَة مياه الصرف الصحي، عبر مجموعة من أوراق العمل التي درست استخدام المياه غير التقليدية في كندا، وتجربة استخدام مياه الصرف الصحي المُعالَجَة في طهران، ودور المعادن الثقيلة في زراعة النخيل المروية بمياه تقليدية واخرى غير تقليدية في عُمان. وتوسعت الندوة في نقاش تجارب دولية شملت أساليب مبتكرة في حصاد مياه الأمطار في المناطق الجافة، والتحفيز الضوئي باستخدام تقنية النانو في مُعالَجَة المياه المنتجة، والتأثيرات الكيماوية والفيزيائية لمشاريع تحلية مياه البحر في عُمان. وعرضت تجربة مدينة «قُم» الإيرانية في التعامل مع المياه المالحة الآتية من حقول الآبار. ونوقِشَت تجربة مدينة تعز باليمن في استخدام شجر الكافور للتعامل مع مياه الصرف الصحي في زراعة الغابات. واستُعرِضَت بحوث عن استخدام مياه الصرف الصحي المُعالَجَة لتغذية الخزان الجوفي ومُعالَجَة مياه الصرف الصحي في التنمية المستدامة. عرض الدكتور محمد هادي، وهو اختصاصي من إيران، ورقة علمية عنوانها «إدخال أنواع الكافور المناسبة لأغراض استخدام مياه الصرف الصحي في زراعة الغابات. وشملت الورقة طُرُق الاستفادة من شجر الكافور في الغابات، بهدف إنتاج الخشب ونشر مساحات خضر، عبر ريها بمياه الصرف الصحي المُعالَجَة. وقدم باحثون عمانيون تجربة «الأفلاج» التي نهضت بها مجتمعات محلية زراعية، إضافة إلى استعمال المياه المصاحبة للنفط في الصناعة والزراعة.