تقاتل أم خالد يائسة من أجل حماية أطفال صغار، انفطر قلبها خوفاً عليهم من مستقبل مظلم، وانسكبت دموعها خشية وقوعهم في بؤرة المخدرات والضياع، فهم وحيدون لا عائل لهم ولا معين سوى الله، وهذا ما يمكن أن يعرضهم للاضطرابات النفسية نتيجة لعدم الاستقرار. وتقول أم خالد ل «الحياة»: «معاناتي بدأت بعد أن فشلت عشر محاولات في علاج زوجي من إدمان المخدرات، ما جعله يصاب بنقص المناعة المكتسبة «الايدز»، والتهاب الكبد الوبائي»، لافتة إلى أنه طردها وأبناءها الخمسة من المنزل بعد أن طلبت منه الخضوع للعلاج، ما اضطرها إلى الإقامة في منزل أسرتها، وبعد المضايقات التي واجهتها أجبرت على استئجار شقة متواضعة تضمها مع أطفالها حتى لا تتعرض للمضايقات. زادت الأمور سوءاً بعد أن رفضت الإدارات الحكومية المختصة إضافة ابنتها ذات الأربعة أعوام في كارت العائلة، «كان سبب الرفض بحسب وجهة نظرهم أن زوجي عليه حكم وموجود في السجن بسبب تعاطي المخدرات». وتضيف: «كما رفضت الجهات الحكومية نفسها استخراج بطاقة أحوال لابني الذي يبلغ من العمر 18 عاماً لان والده مسجون، على رغم أنني أخبرتهم بوضعه الصحي، وأن لدي صك هجران وإعالة ولكن من دون جدوى»، مشيرة إلى أن ما تواجهه من تعقيدات في حياتها ضاعف معاناتها وزاد من أوجاعها. وبحرقة لا تخفى على من يتحدث معها، تتساءل أم خالد: «ما مصير أبنائي، خصوصاً أن أحد أبنائي يعاني من مشكلات سلوكية، ويتغيب عن المدرسة، وبعد مخاطبة إدارة المدرسة في الحضور والانصراف، أجاب المرشد الطلابي أنه لن يتم الاتصال بالأسرة إلا بعد أن يتجاوز الطالب غياب خمسة أيام». وتعتبر أم خالد أن أكثر ما يؤرقها ويحرمها النوم هو الوضع المأسوي لأبنائها، خصوصاً من الناحية النفسية، «أحاول جاهدة إخفاء الوضع السيئ لوالدهم، إلا أنني أرى في عيونهم انكساراً وحزناً من الصعب علاجه أو تلافيه، إضافة إلى أنهم يرون أنهم أقل من غيرهم، خصوصاً من ناحية الوضع المادي»، موضحة أنهم دائماً ما يسألون عن والدهم ويقارنون وضعهم بغيرهم من الطلاب الذين يجدون آباءهم في انتظارهم عند باب المدرسة. وناشدت الزوجة البائسة الجهات المتخصصة العمل على تسهيل إجراءاتها الرسمية، وذلك بإضافة ابنتها واستخراج بطاقة أحوال لابنها، ومساعدتها في تقديم الدعم حفاظاً على مصير أبنائها من الانخراط في براثن المخدرات والاضطرابات النفسية.