أعلنت منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان مقتل 162 مدنياً منذ آب (أغسطس) الماضي، خلال اشتباكات بين القوات التركية و «حزب العمال الكردستاني» في جنوب شرقي البلاد. وأشار الجيش التركي إلى أن قواته قتلت 32 مسلحاً في نهاية الأسبوع الماضي. وذكرت «مؤسسة حقوق الإنسان التركية» أن بين القتلى المدنيين، 32 طفلاً و29 امرأة و24 مسنّاً، في مناطق تفرض فيها السلطات حظر تجوّل على مدار الساعة، في بلدتَي جزره وسيلوبي قرب الحدود السورية والعراقية، وحي سور في مدينة دياربكر، منذ شنّ القوات التركية حملة أمنية قرب نحو شهر، يشارك فيها 10 آلاف جندي ورجل أمن. وأعلن الجيش التركي أن قواته قتلت 32 مسلحاً كردياً في جنوب شرقي البلاد، بينهم 20 السبت و12 الأحد. وكان الجيش أعلن مقتل 18 من مسلحي «الكردستاني» الجمعة الماضي، إضافة إلى مقتل شرطي وجرح اثنين. وأشار إلى أن قوات الأمن اعتقلت 58 مسلحاً في بلدة سيلوبي الجمعة، أثناء محاولتهم الفرار من المنطقة. وتحدث الجيش عن مقتل 426 من «الكردستاني» منذ بدء العملية العسكرية في جنوب شرقي تركيا، والتي أنهت هدنة دامت سنتين بين أنقرة والحزب، وأسفرت عن انهيار مسيرة سلمية لتسوية القضية الكردية، تفاوضت في شأنها الحكومة مع زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان. في باريس، تظاهر آلاف من الأكراد السبت، مطالبين ب «العدالة» بعد ثلاث سنوات على اغتيال الناشطات الكرديات الثلاث سكينة جانسز وفدان دوغان وليلى سايليميز في العاصمة الفرنسية. المتظاهرون الذين أتوا من ألمانيا وإسبانيا وسويسرا وهولندا، رفعوا مئات من أعلام «الكردستاني» وصوراً لأوجلان، فيما تقدّم الموكب أقارب للناشطات الثلاث. وهتف المتظاهرون «لا لإفلات مرتكبي الجرائم السياسية من العقاب» و «جميعنا سكينة وفدان وليلى». ونددوا ب «جرائم (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان». وقالت خاني أوزبك، وهي ناشطة في «المجلس الديموقراطي الكردي» الذي يضم الجمعيات الكردية في فرنسا، أمام المتظاهرين: «بعد ثلاث سنوات لم تلق العدالة أي ضوء على مدبّري الاعتداء». وسألت: «ماذا يعني صمت فرنسا»؟ وتحدث حيدر جانسز، شقيق سكينة جانسز الذي أتى من ألمانيا، عن «تظاهرة مهمة، لأن الأكراد يقاتلون في كل مكان من اجل الحرية». وتابع: «معركة سكينة متواصلة، سنتابع المسيرات، طالما أننا لم نحصل على العدالة». وفي 9 كانون الثاني (يناير) 2013، قُتلت الناشطات الكرديات الثلاث سكينة جانسز (54 سنة) التي تُعتبر رمزاً تاريخياً ل «الكردستاني» وكانت مقرّبة من أوجلان، وفيدان دوغان (28 سنة) وليلى سويليميز (24 سنة)، بالرصاص في مقر «مركز الإعلام الكردي» في باريس. وتُحاكم فرنسا التركي عمر غوناي (33 سنة)، لاتهامه ب «تنفيذ اغتيالات مرتبطة بمنظمة إرهابية». لكنّ المحققين يشتبهون في ضلوع أجهزة الاستخبارات التركية «في التحريض على الاغتيالات والإعداد لها».