استسلمت أسرة الطالب الغريق ماجد باسعيد أخيراً للأمر الواقع ب «وفاته»، وقررت نقله إلى المشرحة الطبية للكشف على حاله، وتنفيذ إجراءات التشريح الطبي لكشف كل تفاصيل وفاته، وإن كان تعرض لأي اعتداء جسدي أو نفسي قبل سقوطه في قاع الماء، وغرقه في مسبح المدينة الترفيهية قبل أسبوعين تقريباً. بدوره، أكد والد الطالب الغريق مدرك باسعيد ل «الحياة» أنه لن يتوانى أبداً في سلك الطرق النظامية كافة لمعرفة الجناة والمتسببين في وفاة ابنه، الذي ذهب ضحية الإهمال والتقاعس من جهات عدة (على حد تعبيره)، مشيراً إلى أنه لن يهدأ له بال حتى ينال المقصر عقابه. ومشدداً على أن ولده (ماجد) «إن مات جسداً فإنه لم يمت روحاً، ولن يموت في قلوبنا وسنظل ندافع عن حقوقه حتى نحصل عليها». وكانت إدارة مستشفى المركز الطبي الدولي في جدة أعلنت أول من أمس وفاة الطالب ماجد مدرك سعيد باسعيد، بعد قضائه 11يوماً في غيبوبة تامة جراء غرقه خلال رحلة مدرسية نظمتها المدرسة التي يدرس فيها إلى مدينة الملك فهد الساحلية في 26 من الشهر الماضي، إثر تدهور حاله الصحية بصورة أدت إلى وفاته. وشدد باسعيد على أهمية أن يدرك الجميع أن روح ابنه ذهبت ضحية الإهمال، وتقاعس العاملين سواء في المدينة الترفيهية، أو في إدارة مدرسته، ملمحاً إلى أنه لن يستعجل الأحداث وسيعمل بكل ما أوتي من قوة على الوصول إلى أهدافه التي تكشف له حقيقة وفاة ابنه، مثمناً في الوقت نفسه وقفة كل القطاعات أو الجهات التي ساندته وقت محنته، وكشفت له جزءاً من معدن هذه البلاد الأصيل. وثمن في الوقت ذاته وقفة إدارة المستشفى الطبي طوال فترة بقاء ابنه داخل المستشفى، ومساندة وزارة الصحة له بتكفلها بكامل نفقات تنويمه في المستشفى. وكان المدير الطبي والمتحدث الرسمي باسم المستشفى الدكتور أشرف أمير أكد أن الوفاة حدثت بشكل طبيعي، ومن دون رفع الأجهزة الطبية المساندة، بسبب توقف القلب والدورة الدموية إثر هبوط حاد في الضغط نتيجة الموت الدماغي. مرجعاً وفاة ماجد، كما أشارت التقارير الطبية، إلى نقص الأوكسجين عن الدماغ فترة طويلة بسبب الغرق، ما أدى إلى حدوث تلف كبير في المادة الدماغية.