بدأ «الحرس الثوري» الإيراني أمس، مناورات عسكرية تستمر ثلاثة أيام في مياه الخليج ومضيق هرمز، اختبرت خلالها زورقاً سريعاً جديداً يمكنه تدمير سفن الأعداء. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بانتهاء المرحلة الأولى من المناورات التي أُطلق عليها اسم «الرسول الأعظم - 5»، ب «تدمير فرقاطة حربية مفترضة للعدو». وأضافت ان «القوات البحرية للحرس الثوري تمكنت من تحقيق الأهداف التي حددتها لهذه المناورة»، مشيرة إلى اختبار زورق «ذكي وسريع جداً» أُطلق عليه اسم «يا مهدي»، وزُوِّد «نظام رصد وتدمير، لتعزيز قدرة الحرس في مياه الخليج». وزادت أن القوات المشاركة في المناورات نجحت في «اعتراض فرقاطة وهمية للعدو ورفع علم إيران عليها، من خلال تنفيذ عمليات إنزال». وأعلن الناطق باسم المناورات الأميرال علي رضا تنكسيري «نجاح» المرحلة الأولى، «بعد تدمير الأهداف السطحية للعدو المفترض». وقال إن زورق «يا مهدي» الإيراني الصنع الذي يفلت «من رقابة الرادارات، استعرض من خلال قدرته التدميرية العالية، قوة وعظمة القوة البحرية للحرس الثوري في صون مياه الخليج الفارسي». وزاد أن «313 عوامة قاذفة صواريخ» وتحمل قوات «كوماندوس» تابعة ل «الحرس»، شاركت في المناورات، معتبراً ان استخدامها «يجعل سيطرتنا كاملة على كل مياه الخليج الفارسي». وأكد تنكسيري ان «الإبقاء على مضيق هرمز مفتوحاً وضمان أمنه، مهم جداً بالنسبة إلينا. مضيق هرمز ملك شعوب المنطقة ولا ينبغي للأجانب التدخل فيه. نريد ضمان أمن مضيق هرمز وإبقاءه مفتوحاً وتأمين حرية العبور فيه. الأجانب هم من يريدون غلق المضيق وجعله غير آمن». في الوقت ذاته، قال علي شيرازي ممثل مرشد الجمهورية علي خامنئي في «الحرس»، ان «أهم رسالة للمناورات في مواجهة التهديدات النووية الأميركية، هي ان نقاوم بحزم لنبرهن لجميع الذين يهددون السلام والأمن العالميين، انهم لا يملكون القدرة على شن حرب، بما في ذلك حرب نووية»، واصفاً مسؤولي الإدارة الأميركية بأنهم «حمقى وكثيرو النسيان». وعلّق الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف موريل على المناورات، معتبراً أنها «لا تبدو غير عادية»، استناداً الى تلك السابقة. وأشار الى ان واشنطن «غير قلقة» إزاءها، قائلاً ان الإيرانيين «يجرون في استمرار تمارين واختبارات ومناورات عسكرية. أعتقد أن من حق أي دولة ذات سيادة إجراء مناورات وإعداد دفاعاتها». وأضاف ان «المثير للاهتمام دوماً هو مدى تطابق ما يقومون به، مع ما يقولونه. الأمر يتعلق غالباً باختبار أسلحة، وليس بإجراء تمارين ومناورات، لكنهم يدعون غالباً ان لديهم قدرات لا يمكن تأكيدها واقعاً، استناداً إلى مراجعتنا التقارير الاستخباراتية بعد انتهاء المناورات». وجدد موريل تأكيده ان الخيار العسكري في التعامل مع إيران لا يزال مطروحاً، بعد قول ميشيل فلورنوي مساعدة وزير الدفاع الأميركي ان هذا الخيار «ليس مطروحاً على المدى القصير». وشدد موريل على ان تصريح فلورنوي يجب عدم اعتباره تغييراً في الاستراتيجية، قائلاً: «ثمة دائماً مجموعة كاملة من الخيارات متاحة للرئيس الأميركي، من بينها استخدام الخيار العسكري. من الواضح أنه ليس مسار العمل المفضّل لدينا، لكن لم يُستبعد أبداً». جاء ذلك في وقت بدأ الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد زيارة إلى زمبابوي، ينتقل بعدها إلى أوغندا العضو غير الدائم في مجلس الأمن، وحيث سيجري محادثات مع مسؤولين بينهم الرئيس يوري موسيفيني، تتطرق إلى البرنامج النووي الإيراني. في الوقت ذاته، اعتبر وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي ان «فكرة فرض عقوبات على واردات البنزين، أصبحت (أقرب إلى) المزحة». وقال: «فرض العقوبات لم يعزل إيران بل ساعدها في تحسين صناعتها النفطية».