قتل أمس عقيد في الشرطة وجندي بهجوم مسلح استهدف سيارتهما على إحدى الطرق الرئيسية في محافظة الجيزة، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع بعد يوم على نجاح أجهزة الأمن المصرية في التصدي مساء لمحاولة استهداف سياح غربيين في أحد فنادق الغردقة. لكن الهجوم الذي بدا «بدائياً»، زاد من أوجاع قطاع السياحة الذي يعاني منذ حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ما استدعى استنفار السلطات المصرية لتطويق تبعاته، وتوعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ب»قمة البأس» حيال محاولات إسقاط مصر وتقويض الأمن والاستقرار. وأوضحت وزارة الداخلية المصرية في بيان أن مجهولَين تسللا إلى داخل «فندق بيلا فيستا» في الغردقة المطلة على البحر الأحمر (جنوبالقاهرة) عبر المطعم المطل على الشارع، وهدّدا النزلاء بسلاح أبيض، ما دعا قوات تأمين الفندق إلى التصدي لهما فحاولا الفرار، وقتل أحدهما ويدعى محمد حسن محفوظ (21 سنة) وهو طالب، وأصيب الآخر إصابات بالغة، حيث تبين حملهما «مسدس صوت» وسلاحاً أبيض. وأشار البيان إلى أن الحادث تسبب في إصابة ثلاثة سياح بجروح (نمساويان وسويدي) نقلوا إلى المستشفى، وحالتهم مستقرة، وخرج أحدهم عقب تلقيه العلاج. وذكر شهود أن المهاجمَين حاولا خطف سياح من داخل مطعم الفندق، حيث توجه أحدهما فور دخوله المطعم إلى سائحة كانت تتناول وجبة العشاء محاولاً ذبحها باستخدام سلاح أبيض، فيما أصاب الثاني سائحة أخرى، وسقطت سائحة ثالثة مغمياً عليها، قبل أن تتصدى لهما قوات الشرطة التي قتلت أحدهما برصاصة في الرأس وأصابت الثاني بطلقة في الساق. واستدعى الهجوم استنفار أجهزة الأمن وتكثيف إجراءات تأمين الفنادق المصرية، وسارعت قوات الشرطة إلى تطويق محيط المكان. وامتد الاستنفار الأمني إلى طريق الغردقة – الأقصر، وبقية المدن السياحية في محافظة البحر الأحمر، لا سيما أنه أظهر زيادة في وتيرة استهداف قطاع السياحة، إذ جاء بعد يومين من استهداف حافلة أمام أحد فنادق حي الهرم في محافظة الجيزة (جنوبالقاهرة) كان يستقلها سياح من عرب 1948، قبل أن تتصدى لهم قوات الشرطة أيضاً، كما جاء بعد أشهر من إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء في هجوم تبناه تنظيم «داعش» الإرهابي، ومحاولة اقتحام معبد الكرنك في الأقصر (صعيد مصر)، ما أعاد إلى الأذهان محاولات الجماعات الأصولية استهداف السياح في تسعينات القرن الماضي. ووصف وزير السياحة المصري هشام زعزوع المهاجمَين بأنهما «هاويان»، وقال: «يبدو لي الأمر غير محترف بالنسبة إلى شخص يفكر في تبني العمل على أنه جزء من مخطط إرهابي». وأوضح: «أنهما لم يستخدما سوى سكينين. إن كان أحد ما يسعى لإثارة حادث فظيع، فهو لا يكتفي باستخدام سكين». وغداة الهجوم الإرهابي، قتل أمس العقيد علي أحمد فهمي والمجند محمد رمضان في منطقة شبرا في محافظة الجيزة (جنوبالقاهرة)، إثر إطلاق مجهولين النار عليهما خلال توجههما للعمل مستقلين سيارة. وأعلن «داعش» في بيان على «تويتر» مسؤوليته عن قتل العقيد والمجند، وقال إن مسلحيه أطلقوا النار على ثلاث عربات في قافلة العقيد. واستدعى الهجومان تلويح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ب»قمة البأس» حيال استمرار محاولات تقويض الأمن والاستقرار، مكرراً تعهداته عدم السماح ب»إسقاط مصر». على صعيد آخر، يلتئم اليوم أول برلمان مصري بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الفراغ التشريعي، وفيما يتجه أستاذ القانون الدستوري علي عبدالعال لحسم المنافسة على رئاسته، ستكون المنافسة بين الكتل النيابية أكثر حدة على نائبيه بالإضافة إلى شغل اللجان النيابية.