أصبحت الرياضة العنصر الأساسي في حياتنا اليومية، لكن القليل من يلتزم في ممارستها، لأن البعض يعتقد بأن الرياضة لابد أن تكون يومية وبشكل منتظم لساعات معينة حسب نصائح الأطباء. وذكرت دراسة جديدة نشرت على صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، أن تخصيص ساعة واحدة في الأسبوع لممارسة رياضة الركض أو السباحة لها فاعلية أكبر لمحاربة السمنة من الحد من السعرات الحرارية وتخفيفها. وأكدت الدراسة أن النشاط البدني هو الأداة الأكثر فاعلية في مكافحة السمنة، إذ أن ساعة واحدة من الركض له تأثير واضح على مؤشر كتلة الجسم من السعرات الحرارية المحسوبة. ويعتبر هذا النشاط مهم لأنه يقلل من آثار جين السمنة بنسبة كبيرة تصل إلى 75 في المئة. وتوصل الخبراء إلى أن الإعتقاد السائد بأن عدد السعرات الحرارية هو المفتاح لمحاربة السمنة والذي أثبت عدم صحته وبددها خبراء الصحة. وحقيقة السمنة تتبع بالأساس الجينات الوراثية، لذلك كشفت نتائج الدراسة الجديدة أن أفضل طريقة لتخفيف تأثير الجينات الوراثية هي ممارسة الرياضة لمدة ساعة في الأسبوع كالركض أو السباحة، ويعد أكثر فائدة من الوجبات الغذائية الصحية. وهذا ما أكدته دراسة جديدة من جامعة «ماكماستر»، وأنه تم العثور على أسلوب حياة نشط بدنياً لتقليص التأثيرات الجينية للجينات الخاصة بالسمنة وهو جين «أف تي أو» ويعد جزءاً خبيثا آخر من الحمض النووي، إذ يعيق الشعور بالشبع ويحفز الرغبة في تناول الأطعمة السكرية والدهنية. وقام الخبراء بالبدء في اختبار الدارسة عن طريق جمع بيانات 17 ألف و 400 شخص تقريباً من ست مجموعات عرقية مختلفة مثل جنوب آسيا، شرق آسيا، أوروبا، أفريقيا، أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية الأصليين. وتم تجنيد المشاركين من مختلف الدول تحت برنامج لمدة أكثر من ثلاثة أعوام. وقال الباحث المشارك في الدراسة الدكتور هدسون ريدون « لتأكيد نتائجنا، أخذنا بعين الإعتبار التدابير الأساسية والدقيقة في النشاط البدني، وبعدها قمنا بمقارنة كتلة الجسم مع مؤشر السمنة لكل حالة». وأضاف أن جين «أف تي أو» مساهم رئيس بالسمنة والنشاط البدني وسيقلل قوة تأثير الجين. وأوضحت الدراسة أن تناول الطعام بشكل متزايد هو المحرك الرئيس لوباء السمنة، ومن المهم أن يراقب الخبراء تدابير السمنة والتي تلاحظ عن طريق متابعة ال «بي أيه» (وهو عنصر البروتكتينيوم). وأشار الباحثون إلى فحص الأغذية التي قامو بها من العام 1988 إلى العام 2010، وتبين من التحليل أن النشاط البدني له تأثير كبير على مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر من السعرات الحرارية. وأعرب الأستاذ والمشارك في علم الأوبئة والإحصاءات الحيوية الدكتور ديفيد ميير «التوصل إلى فكرة أن النشاط البدني يمكن أن يخفض تأثير الجينات الوراثية عند الذين يعانون من السمنة، وهي رسالة أمل لهم». وأضاف « هذه النتائج واعدة بالنسبة لنا كأطباء، إذ ستشجعنا على تحقيق عوامل لنمط حياة جديد مثل النظام الغذائي، والإجهاد وأنماط النوم وقد يؤثر على الإستعداد الوراثي للسمنة فيما بعد». وجاءت هذه الدراسة تحت إطار العديد من الدراسات التي تكشف عن أسباب السمنة وطرق التخلص منها وكانت من بينها، أن مجموعة من الباحثين الأميركيين أكتشفوا ارتباط الخضروات بتقليل الأخطار الصحية المرتبطة بنمط الحياة، وكان على رأسها خضار الباذنجان. والذي ثبت أنه يزيد من طاقة الجسم ويقلل من خطر الاصابة بالسمنة ومرض السكري والقلب والسرطان ويمنح البشرة والشعر الصحة والنظارة.