تتعدد وتتنوع أدوار الرياضة المدرسية فهي وسيلة تربوية لها كثير من العوائد البدنية والاجتماعية والنفسية، بالإضافة إلى أنها مجال تنافسي يمكن أن تكون ترويحيا، غير أن ما طرأ على العالم حديثا من تغيرات فرضتها طبيعة التطور التقني أدى إلى قلة الحركة، مما أدى إلى تدهور الحالة الصحية لدى أفراد المجتمع، ونظرا لأهمية مرحلة الطفولة في تشكيل شخصية الفرد وعاداته ونمط حياته، فإن الرياضة المدرسية بحكم طبيعتها أصبحت هي المرشح الأول لمواجهة هذه السلبيات الصحية والترويحية والاجتماعية التي فرضتها ظروف العصر. تشير نتائج العديد من الدراسات إلى أهمية الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الرياضة المدرسية من الناحية البدنية والصحية ويمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية: 1 تطوير لقوة العضلية والتحمل لدى الفرد. 2 تساعد في بناء عظام وعضلات الفرد. 3 تساعد على التحكم في الوزن. 4 تخفف الضغوط النفسية والتوتر وتزيد الثقة بالنفس. 5 تحسن مستويات ضغط الدم وتركيز الكوليسترول. وتشير نتائج إحدى الدراسات: يعاني كثير من الأطفال وحتى من هم أقل من 5 6 سنوات من العوامل الخطرة المسببة للإصابة بأمراض القلب التاجية ومعظم هذه العوامل هي السمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وتعتبر السمنة هي الأكثر خطورة نظرا لارتباطها بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وقد لوحظ أن عدم ممارسة النشاط البدني هو السبب المباشر لذلك، كما أن استهلاك السعرات الحرارية يعتبر هو الوسيلة الهامة للوقاية وعلاج السمنة وما يرتبط بها من العوامل الأخرى المسببة لأمراض القلب التاجية، وبناء عليه فإن زيادة استهلاك السعرات الحرارية بالتعود على الرياضة يعتبر أكثر أهمية للأطفال من البالغين في الوقاية والتحكم في السمنة، كما أن الرياضة المقننة يمكن أن تقلل من ارتفاع ضغط الدم ومستوى دهنيات الدم لدى الأطفال المصابين بالسمنة. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الأكثر نشاطا والأعلى مستوى للياقة البدنية أكثر وقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض الجهاز الدوري وارتفاع ضغط الدم، وكذلك لمرضى السكر غير المرتبط بالأنسولين وسرطان القولون. تشير الدراسات إلى أن الأنشطة البدنية تقلل العوامل الخطرة المسببة لإمراض القلب التاجية مثل مؤشر كتلة الجسم ودهنيات الدم وضغط الدم، هذا بالإضافة إلى أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام للأطفال المصابين بالعوامل الخطرة المسببة لأمراض القلب التاجية، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم وارتفاع مستوى اللياقة البدنية لدى الأطفال. ويقل الوزن الزائد وتتحسن الحالة النفسية بزيادة الثقة في النفس وتقل مستويات القلق، كما أن هناك دلائل تشير إلى أن تدريبات الأثقال تزيد من كتلة وكثافة العظام. ويمكن تلخيص فوائد الرياضة المدرسية في النقاط التالية: * تساعد على بناء العظام والمحافظة على الحالة الصحية للعظام والعضلات والمفاصل. * تساعد في ضبط الوزن وبناء الكتلة العضلية وتقليل دهن الجسم. * تساعد في الوقاية وتأخير الإصابة بارتفاع ضغط الدم كما تساعد في تقليل ارتفاع ضغط الدم في بعض الحالات. * تساعد في تقليل الإحساس بالإحباط والقلق. وتشير العديد من الدراسات إلى دور الرياضة المدرسية في المساعدة على رفع كفاءة الطلاب للتعلم، وبالرغم من أن الدراسات العلمية لم تثبت العلاقة المباشرة بين النشاط البدني والتحصيل الدراسي إلا أن هذه العلاقة يمكن توقعها، حيث أثبتت الدراسات أن النشاط البدني يساعد على الثقة بالنفس ويقلل القلق والتوتر، ومن خلال تأثير النشاط البدني على الصحة النفسية يمكن أن تؤدي ممارسة النشاط البدني إلى كفاءة الطلاب للتعلم، كما تنمي الرياضة المدرسية لدى الطلاب بعض المهارات الاجتماعية مثل العمل الجماعي واحترام الذات والروح الرياضية والقيادة وروح التعاون والمشاركة. وعلى العكس من ذلك فإن نقص النشاط الترويحي يمكن أن يؤدي إلى زيادة اتجاه الشباب إلى استخدام المخدرات والعنف. ومن أهم الفوائد للرياضة المدرسية دورها المستقبلي لمساعدة الأفراد على تحسين لياقتهم البدنية مما يجعلهم يقومون بواجباتهم اليومية. من هذا انصب اهتمام مخططي الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية على محور الصحة كأحد المحركات الأساسية للاستراتيجية.