أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس عن «الأسف لتورط» وزارة الخارجية الأميركية ب «تبني مزاعم اسرائيل التي تدعي ادخال سورية صواريخ سكود الى حزب الله في لبنان»، مكررا ان اسرائيل تسعى الى خلق «مناخ يهيئ لعدوان إسرائيلي محتمل». جاء كلام المعلم بعد اعلان نائب الناطق باسم الخارجية الاميركية غوردون دوغويد ان وزارة الخارجية استدعت القائم بالأعمال السوري زهير جبور، وادانة «أي عملية نقل أسلحة، خصوصا أنظمة صواريخ باليستية مثل سكود، من سورية الى حزب الله». ودعا الى «وقف تام وفوري لأي شحنات أسلحة للحزب». وقال وزير الخارجية السوري في تصريحات وزعتها «الوكالة السورية للانباء» (سانا) امس: «تم تحذير المسؤولين الأميركيين من تجاهل الدوافع الإسرائيلية في إطلاق هذه المزاعم والضجيج الذي تثيره بهدف خلط الأوراق وحرف الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في القدس والضفة الغربية وحصارها لقطاع غزة، والتي تلقى إدانة دولية واسعة، إضافة إلى الأزمة القائمة في علاقات إسرائيل الخارجية بسبب تحديها المجتمع الدولي برفضها بديهيات متطلبات السلام العادل والشامل». وبعدما اشار المعلم الى استدعاء وزارة الخارجية الاميركية الشخص الثاني في السفارة السورية في واشنطن، قال: «سبق لسورية أن أصدرت بياناً رسمياً قبل أيام نفت فيه بقوة المزاعم الإسرائيلية التي تهدف إلى المزيد من توتير الأجواء في المنطقة وخلق مناخ يهيئ لعدوان إسرائيلي محتمل»، موضحاً أن «الموضوع أصبح مكشوفاً». وكان لافتاً ان «سانا» بثت لاحقاً ما قاله الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي من «اننا لم نتحقق بعد ما إذا كانت جرت عملية نقل لتلك الأسلحة»، مضيفاً: «لم نتوصل إلى أي رأي قاطع في هذا الشأن». كما نقلت الوكالة السورية عن محلّلين غربيين قولهم ان «الإدارة الأميركية تأخذ بادعاءات الرئيس شمعون بيريز عن تزويد سورية لحزب الله صواريخ سكود، من دون تحقق»، لافتين الى ان «الإسرائيليين يعمدون إلى تهديد سورية، ويحاولون إطلاق المزيد من التهديدات بهدف هدم التقارب بين سورية والولايات المتحدة، والإدارة الأميركية تعرف ما يرمي إليه الإسرائيليون». ونقلت عن احد الخبراء ان «الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو لا تستطيع تحقيق تقدم في عملية السلام، وتحاول من خلال هذه التصريحات تأجيل البحث في السلام والإيحاء بتهديدات تؤثر على الوضع الدولي. إسرائيل لا تريد لحزب الله الذي أخرجها من لبنان أن يتمتع بأي سلطة وتسعى الى زعزعة وجوده»، مؤكداً «فشل العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006».