في ظل تفاقم الأزمة الديبلوماسية بين الرياضوطهران، تحاول دول التوسط؛ للتهدئة واحتواء ألسنة اللهب المنتشرة في المنطقة، والتخفيف من حدة التوتر الذي تعاني منه منطقة الشرق الأوسط في الأصل. وبادرت الولاياتالمتحدة من خلال وزير خارجيتها بالطلب من البلدين التهدئة، وعرضت دول عدة من بينها روسيا، وعُمان، والعراق، وتركيا وباكستان، استعدادها القيام بدور الوسيط بين الرياضوطهران، إثر قيام الأولى بقطع علاقات الديبلوماسية وطرد البعثة الإيرانية من الرياض، إلى جانب وقف التبادل التجاري وحركة الملاحة بين البلدين، بعد اقتحام وحرق السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد على التوالي. ويتساءل بعضهم عن جدوى الوساطة ومن هي الدولة الأوفر حظاً للعب دور في إخماد النيران الملتهبة في الإقليم، وهل الاعتذار الإيراني قد يخفف من الأزمة ويساعد الوسطاء على ترميم العلاقة بين البلدين. وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت الاثنين الماضي أن موسكو «مستعدة لدعم» حوار بين الرياضوطهران معربة عن «قلقها الشديد» حيال الأزمة التي اندلعت بين البلدين. وأضافت الوزارة: «نطلب بإلحاح من طهرانوالرياض والدول الخليجية الأخرى ضبط النفس»، داعية البلدين إلى سلوك «طريق الحوار». وأكدت أن «روسيا مستعدة لدعم هذه الجهود»، موضحة أن «موسكو تشعر بقلق عميق إزاء تصعيد الوضع في الشرق الأوسط، الناجم عن القوى الإقليمية الكبرى، السعودية وإيران». لكنَّ مصدراً ديبلوماسياً روسياً قال -بحسب ما نقلت وكالة تاس- إن موسكو مستعدة لاستضافة محادثات بين وزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف والسعودية عادل الجبير، وإذا أبدى شركاؤنا، السعودية وإيران، استعدادهم ورغبتهم، فإن مبادرتنا تبقى مطروحة على الطاولة». وهي مطالب تكررت على لسان وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا. من جانبه، قال رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو «نحن مستعدون لبذل كل الجهود اللازمة لحل المشكلات بين البلدين». مضيفاً: «ننتظر من جميع دول المنطقة التحلي بالعقلانية واتخاذ التدابير اللازمة؛ لتخفيف حدة التوتر». بدوره، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، إن العراق «تربطه علاقات جيدة مع طهران والدول العربية، وهو يعمل من أجل الحد من التوتر بين الرياضوطهران، وحتى «لا تذهب المنطقة إلى حرب ليس فيها منتصر»، بحسب تعبيره. فيما تحدثت مصادر إعلامية عن دور متوقع لعُمان الذي تلعب دور الوسيط في المنطقة. وكان مجلس الأمن دان الاثنين الماضي «بأقصى حزم ممكن الاعتداءات» على البعثتين الديبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد (شمال شرقي إيران). وجاء في بيانه أن المجلس «أعرب عن قلقه العميق أمام هذه الاعتداءات» وطلب من طهران حماية المنشآت الديبلوماسية والقنصلية طبقاً لالتزاماتها الدولية.