طهران، واشنطن، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب - جدد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو استعداد بلاده للتوسط بين الغرب وطهران حول برنامجها النووي، فيما اعتبر نظيره الإيراني منوشهر متقي أن إتمام اقتراح تبادل الوقود النووي يساهم في «استعادة الثقة المتبادلة مع الغرب في مجالات عدة». واعتبر داود أوغلو أن «الحلّ بالنسبة الى البرنامج النووي الإيراني، هو عبر التفاوض والعملية الديبلوماسية». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع متقي: «إذا توافرت الإرادة من جانب أصدقائنا الإيرانيين وإذا رأوا أن من الحكمة أن نقوم بدور، سنفعل». وأضاف أن «تركيا بوصفها دولة ثالثة، مستعدة لأداء دور وسيط في تبادل اليورانيوم والمسائل النووية الإيرانية الأخرى». وأعرب داود أوغلو عن «أمله بدور مفيد لنا في هذا الملف. سنواصل بذل أقصى جهودنا لمعرفة ما يمكننا فعله بالنسبة الى صفقة تبادل الوقود النووي». ونقلت قناة «العالم» الإيرانية عن داود أوغلو تأكيده «دعم بلاده لحق طهران النووي وللحل الديبلوماسي»، فيما نقلت وكالة أنباء «مهر» عنه قوله أن «استضافة طهران مؤتمراً دولياً لنزع الأسلحة النووية وحظرها، دليل واقعي على معارضة إيران الأسلحة الذرية». وكانت تركيا اقترحت إجراء تبادل الوقود النووي على أراضيها، لكن إيران أصرّت على أن يتم ذلك في شكل متزامن وعلى أراضيها، بسبب «عدم ثقتها» بالغربيين. أما متقي فأكد أن تبادل الوقود النووي «ما زال مطروحاً على طاولة المفاوضات»، مضيفاً: «إذا كانت لدى الطرف الآخر الرغبة السياسية الجدية في التوصل الى تبادل الوقود، ذلك يمكن أن يشكل مناسبة لاستعادة الثقة المتبادلة مع الغرب في مجالات عدة». وزاد: «إذا كان مبدأ التبادل متفقاً عليه، فالجوانب الأخرى يمكن التفاوض حولها». وأعرب متقي عن «اعتقاده بأن الديبلوماسية هي مفتاح لحسم المشاكل الكبيرة بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). إذا اختاروا اللجوء الى البدائل (العقوبات)، ليس في وسعنا أن نفعل شيئاً حيال ذلك». واعتبر أن «المزاعم التي روّج لها الإعلام الأجنبي أخيراً حول موقع نووي إيراني جديد، تستهدف تحقيق أهداف دعائية محددة ضد إيران». في الوقت ذاته، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إن «الدول الصديقة ومنها تركيا، تسعى جاهدة الى جعل الطرف الآخر يفهم حقوقنا النووية. هناك أفكار عدة، لكن تطبيقها لن يكون ممكناً إلا إذا روعيت شروطنا». جاء ذلك في وقت كررت بكين دعوتها الى تسوية سلمية لأزمة الملف النووي الإيراني. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يوي إن الدول الست تناقش «عناصر» مسودة قرار لمجلس الأمن اقترحتها الولاياتالمتحدة، بفرض عقوبات على طهران. وأضافت: «قلنا مرات عدة إن إطلاق الدول الست المحادثات في نيويورك، لا يعني أن الباب مغلق أمام الحوار والمفاوضات. نعتقد دائماً أن الحوار والمفاوضات هما أفضل القنوات لتسوية الملف النووي الإيراني». إلى ذلك، أفاد تقرير لوزارة الدفاع الأميركية بأن «إيران وبمساعدة أجنبية كافية، ستتمكن على الأرجح من تطوير واختبار صاروخ باليستي عابر للقارات يمكنه الوصول للولايات المتحدة بحلول عام 2015». وأضاف التقرير السري الموضوع حول الجيش الإيراني والذي أُرسل إلى الكونغرس أن «برنامج إيران النووي ورغبتها في الحفاظ على إمكان تطوير أسلحة نووية، جزء أساسي من استراتيجيتها للردع». وأشار التقرير الى أن لإيران القدرة، من خلال علاقتها ب «حزب الله» اللبناني، «على ضرب إسرائيل في شكل مباشر وهي تهدد مصالح إسرائيلية وأميركية في العالم». ووصف آيك سكيلتون رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي التقرير بأنه «نظرة شاملة للوضع العسكري في إيران».