تحولت الأحلام التي رسمها أهالي المنطقة الشرقية، منذ أمد بعيد، في ترجمة تاريخ المنطقة وحضاراتها المختلفة، وأهميتها الاقتصادية والسياحية، إلى واقع ملموس، بعد أن أُعلن قبل زهاء ثلاث سنوات، عن إنشاء مركز «الملك عبد الله الحضاري» في حاضرة الدمام، على جزيرة اصطناعية، تتجاوز مساحتها 250 ألف متر مربع. فيما من المقرر أن توضع لبناته الأولى بعد أشهر قليلة. وبدأت أمانة الشرقية في رسم الخطوط العريضة لهذا المركز، الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ليترجم مدى اهتمام هذا الملك الإنسان في المنطقة، وتاريخها. كما يترجم دوره الريادي في تنمية الشرقية، وتحويلها إلى منطقة حالمة على ضفاف الخليج العربي، لتكون آسرة لقلوب الباحثين عن الاستجمام الفكري والسياحي، وتستهوي قلوب السياح من كل مكان. فمكانة الشرقية وأهميتها في قلب الخليج العربي، تستحق هذا المركز، الذي سيضيف لها أبعاداً مختلفة، تضفي عليها مزيداً من الأهمية السياحية والثقافية والاقتصادية، وتكون منطقة سياحية جاذبة. ورصدت أمانة الشرقية، مبلغ 400 مليون ريال، لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، ما يعطي انطباعاً عن ضخامة المشروع، وأهميته الاقتصادية في المنطقة، إذ يحتاج هذا المشروع إلى مُخصصات مالية تتجاوز التقديرات الأولية التي وضعت له وقدرت مبدئياً ببليون ريال. فيما تقرر أن يُقام هذا المركز على جزيرة اصطناعية تصل مساحتها إلى 250 ألف متر مربع، ليستوعب المركز نحو 120 ألف شخص، إضافة إلى اعتزام الأمانة تنفيذ جسر مُعلق، بطول 1800 متر، يمر فوق مياه الخليج، ويربط المركز في اليابسة من الجهتين، بمبلغ يصل إلى 1.2 بليون ريال. ووضع الجسر كحل لتخفيف الاختناقات المرورية، وتوزيع الحركة بين طريق الخليج الذي يخدم منطقة الكورنيش. كما سيخدم المركز، الذي سيضم قاعات متعددة الأغراض، ومسرحاً وفندقين من فئة ال5 نجوم، و«مارينا»، ومركز تسوق ومتحفاً وساحات. وتتجاوز كلفة إقامة المركز والمشاريع المرافقة له بليوني ريال. فيما لم تقدر حتى الآن الكلفة النهائية والتقديرية لقيمة المشروع الإجمالية. وتعتزم أمانة الشرقية تنفيذ المرحلة الأولى من مركز «الملك عبدالله الحضاري» خلال الفترة المقبلة. ويتوقع أن تستغرق أعمال البُنى التحتية ودفن الجزيرة 18 شهراً بحسب ما يراه المتابعون والعاملون في هذا المشروع، بحيث يكون الموقع جاهزاً مطلع العام 2011، إذ سينفذ المشروع بالتوازي بين الأمانة والقطاع الخاص. وسيتم تسويق المشروع للمستثمرين السعوديين لإقامة الفنادق والسوق التجاري و»المارينا». وستتكفل الأمانة بالقسم الخاص بها، وهو بناء المسرح، والمكتبة، والمتحف، وصالات العروض، وقاعات الاجتماعات، والساحات، والحديقة العامة التي سيضمها المشروع. ويقام مركز «الملك عبدالله الحضاري«، الذي يضم «مارينا» تتسع إلى 350 قارباً ويختاً، وصالات عرض، وقاعات اجتماعات، وقنوات مائية، وساحات مفتوحة. كما يضم المشروع كذلك فندقين من فئة الخمسة نجوم، الأول بارتفاع 12 دوراً وهو مُخصص للعائلات، والثاني بارتفاع 10 أدوار لرجال الأعمال. وسيقام الفندقان على مساحة 21 ألف متر مربع. كما سيضم المشروع مجمعاً تجارياً بمساحة 33.5 ألف متر مربع، ومتحفاً يحتل مساحة 10 آلاف متر مربع، ومكتبة على مساحة سبعة آلاف متر مربع، وثلاث صالات، الأولى الرئيسة وستكون على مساحة ستة آلاف متر مربع، والصالتان الأخرتان بمساحة 2500 متر مربع لكل صالة.