منذ أيام طوينا صفحة العام 2015، لكن إنجازات المرأة العربية فيه لم تُطو بل زادت رسوخاً في مجالات الفكر والأدب والثقافة والاقتصاد والسياسة والخدمة المجتمعية والإنسانية وغيرها من المجالات، ما جعلها تستحق تكريماً عالمياً، وفي الآتي سنحاول استعراض أبرز خمس نساء من خمس بلدان عربية أثبتن حضوراً ودوراً قوياً وحافظن على اسمائهن وتميزهن طيلة أعوام، ما قاد إلى تكريمهن من جهات دولية مختلفة خلال العام المنصرم: - التونسية وداد بوشماوي (47 عاماً) نالت جائزة «نوبل للسلام» هي أصيلة بوشمة من ولاية قابس، حاصلة على شهادة عليا في مجال التسويق والتجارة الدولية، الأمر الذي جعل منها سيدة أعمال مؤثرة بشدة في المشهد التونسي، لا سيما بعد نجاح «ثورة الياسمين» والإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011. رأست منذ ذلك الحين «الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية»، وهو أكبر منظمة لأرباب العمل في البلاد معروفة بإسم «منظمة الأعراف». حظيت بلقب أفضل سيدة أعمال عربية في 2014، وارتبط اسمها أخيراً بجائزة «نوبل للسلام»، عندما كان الاتحاد التونسي واحداً من «رباعي الحوار الوطني التونسي» الذي فاز بالجائزة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لإسهامه في بناء الديموقراطية التونسية. رأست بوشماوي «غرفة رجال الأعمال» في 2012 والتي تضم مئات الصناعيين والتجار، لتكون بذلك المرأة الاولى التي تتبوأ المنصب، وحصلت على جائزة «مؤسسة الأعمال التجارية للسلام» في العام نفسه، لنشاطها الاستثماري ودعواتها المستمرة لاعتماد أنظمة شفافة حول العالم، وساعدتها خبرتها الطويلة في ذلك إذ تنتمي إلى عائلة لها باع في مجال النفط. - الشيخة الإماراتية لبنى القاسمي (54 عاماً) حظيت بلقب «أقوى امرأة عربية» في 2015 هي لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي، حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في إمارة الشارقة، ودكتوراه فخرية في العلوم والقانون والاقتصاد من جامعات «تشيكو» في كاليفورنيا و«إكستر» في بريطانيا و«هانكوك» في كوريا الجنوبية على التوالي. تعتبر الإماراتية الأولى التي تتسلم منصب وزيرة في الدولة، وتنقلت بين ثلاث حقائب وزارية منذ 2014 وحتى الآن، فمن وزارة الاقتصاد والتخطيط إلى التجارة الخارجية وصولاً إلى التنمية والتعاون الدولي، إضافة إلى كونها رئيسة «جامعة زايد» في الإمارات، وحصلت على أكثر من 28 لقباً وجائزة ومنصباً ووساماً عالمياً في مجالات السياسة والاقتصاد والتنمية البشرية وتمكين المرأة والتجارة الإلكترونية والمساعدات الخارجية وغيرها. ومن أبرز التصنيفات العالمية الأخيرة للقاسمي حلولها في المرتبة الثانية والاربعين بين أقوى 100 امرأة في العالم للعام 2015 بحسب تصنيف مجلة «فوربس» الأميركية، مقارنة بالمرتبة الخامسة والخمسين في 2014 والمرتبة السابعة والستين في 2013، ووصفتها المجلة بانها «أفضل ديبلوماسية إماراتية في مجال الجهود الإنسانية والتنموية مع العالم الخارجي». واحتلت المرتبة ال12 ضمن قائمة أقوى 500 شخصية عربية في مجلة «أرابيان بيزنس» الاقتصادية للعام 2013، والعاشرة في 2012. وتصدرت في 2015 تصنيف «سي إي أو الشرق الأوسط» بلقب أقوى شخصية ضمن لائحة 100 امرأة عربية في العالم العربي للسنة الخامسة على التوالي منذ العام 2011. - السعودية لبنى العليان (60 عاماً) سيدة الأعمال الأشهر في المملكة وضمن قائمة «فوربس» لأكثر النساء نفوذاً في 2015 حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال من «جامعة إنديانا» الأميركية، تشغل منصب الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة «العليان» المالية العملاقة التي تعتبر إحدى امبراطوريات الصناعة والتوزيع والخدمات والاستثمارات منذ 1947. وعليان عضو في مجلس أمناء «مؤسسة الفكر العربي» وتتولى مناصب أخرى في شركات وجمعيات ومنظمات خيرية وجامعات. تعتبر المرأة السعودية الأولى التي تُنتخب عضواً في البنك السعودي – الهولندي، اختارتها «فوربس» ضمن قائمة النساء الأكثر نفوذا في 2015، واستحوذت على المرتبة السعودية الوحيدة في قائمة المجلة نفسها لأقوى نساء العالم في 2014، وحلت رابعةً ضمن تصنيف «أرابيان بيزنس» لأقوى 100 امرأة عربية في 2015 لنشاطاتها ومبادراتها الاستثمارية والتطوعية. ومن أبرز مبادرات العليان إنشاء «أون وورد» للعمل الوطني النسائي للتوظيف والتطوير، بهدف زيادة عدد المهنيات اللواتي لا يشكلن سوى نسبة ضئيلة من إجمالي القوى العاملة في السعودية، ويعمل البرنامج على إعدادهن لتولي مناصب قيادية تنفيذية في المستقبل. - الفلسطينية لانا أبو حجلة (52 عاماً) ضمن قائمة «بي بي سي» للنساء الأكثر إلهاما في العالم. حاصلة على شهادة في مجال الهندسة والمدنية البيئية من الولاياتالمتحدة الأميركية، تشغل منصب المديرة الإقليمية لمؤسسة «مجتمعات عالمية في فلسطين» إلى جانب نشاطها التنموي المجتمعي على مدى 30 عاماً في العديد من المؤسسات والمنظمات الفلسطينية والدولية غير الحكومية. اختارتها «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) ضمن قائمتها السنوية للنساء الأكثر إلهاماً في العالم. شغلت أبو حجلة منصب ممثلة برنامج الأممالمتحدة في مجال السياسات التنموية وتحفيز الموارد لمدة 17 عاماً، ومنذ 2003 تشغل حالياً منصب مدير مقيم ل«مؤسسة الإسكان التعاونية» الدولية (سي أتش أف) المختصة بمجالات التنمية والحكم المحلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. كانت المهندسة الفلسطينية الأولى التي يتم تعيينها في «برنامج الأممالمتحدة الإنمائي» (يو أن دي بي) في فلسطين، لتصل بعد 17 عاماً إلى منصب مساعد المدير العام، وهو أعلى منصب يتبوأه فلسطيني في البرنامج الذي عملت فيه مهندسة ومنسقة برامج إنمائية لمؤسسات السلطة الفلسطينية. وتعتبر من أوائل من حضروا الملفات الفنية لقطاع المياه الفلسطيني مع قيام السلطة في 1994. - مريم شديد (46 عاماً) من المغرب، الباحثة العربية الأولى في مجال الفضاء كرّمتها لندن في حفلة المرأة العربية السنوية في 2015 حاصلة على إجازة في الفيزياء من «جامعة الحسن الثاني» في المغرب وماجستير في الفلك التطبيقي من «جامعة نيس» الفرنسية ودكتوراه في النجوم وزلازلها من «مرصد كوت دازور» الأكبر في فرنسا والذي تعمل فيه باحثة فلكية حالياً. تعتبر شديد العالمة الأولى التي تصل إلى القطب الجنوبي، وكانت ضمن فريق عمل علمي مهمته وضع منظار فضائي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب واستغرقت مهمتها شهرين في حرارة بلغت 54 تحت الصفر. تم تكريمها في كانون الأول (ديسمبر) المنصرم ضمن حفلة جوائز المرأة العربية السنوية في لندن من بين 11 امرأة تميزن في مجالات عدة بالتعاون مع مجلة «لندن أرابيا» و«جامعة ريجنتس» وشركاء أخرون. اختيرت شديد في 2008 ضمن قائمة «دافوس» ضمن الشباب القادة الأبرز في العالم، وحصلت أبحاث شديد الفلكية على تقدير كبرى المؤسسات العلمية العالمية.