إسلام آباد - أ ف ب - وقع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمس، مرسوماً ينص على اصلاحات دستورية كبرى تجرده من صلاحيات مهمة بينها اقالة رئيس الوزراء وتعيين رؤساء القوات المسلحة وحل البرلمان، ما يعزز الديموقراطية البرلمانية التي أضعفتها اربعة عقود من تدخل الحكام العسكريين. ووافق مجلسا النواب والشيوخ في وقت سابق من الشهر الجاري على مشروع القانون الذي يتضمن 102 بنداً تحد من سلطات اقرها حكام عسكريون مثل الرئيسين السابقين برويز مشرف وضياء الحق، ما يمكن ان يخفف من عدم الاستقرار السياسي في الدولة النووية وتعتبر الخط الأمامي لجبهة الحرب الاميركية على تنظيم «القاعدة». ووصف رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الاسبوع الماضي الموافقة على التعديل الدستوري ال18 في تاريخ باكستان بأنها «انتصار للديموقراطية يشكل مرحلة حاسمة في التاريخ الدستوري لباكستان». وستلغي الإصلاحات ايضاً بنداً يمنع انتخاب رئيس وزراء لأكثر من ولايتين، ما سيتيح لزعيم المعارضة نواز شريف الذي يحظى بشعبية في البلاد وأقاله مشرف 1999 بتولي منصب رئيس الوزراء مجدداً. وستجعل التعديلات زرداري رئيساً فخرياً عملياً يستطيع فقط تعيين رؤساء القوات المسلحة وحل الجمعية العامة وتعيين حكام الولايات بعد التشاور مع رئيس الوزراء، مع العلم ان زرداري تولى الرئاسة إثر فوز «حزب الشعب» الذي يتزعمه في الانتخابات في شباط (فبراير) 2008. لكن شعبيته تراجعت منذ ذلك الحين وسط اعمال العنف التي تنفذها حركة «طالبان» والقلق من تدهور الوضع الاقتصادي والجدل حول قضايا فساد قديمة ضالع بها. وعلى رغم ان الإصلاحات لا تؤثر في حصانة زرداري، تمارس المحكمة العليا ضغوطاً على الحكومة من اجل اعادة فتح قضايا فساد في الداخل والخارج، بعدما الغت عفواً وفر حماية لسياسيين. وتحوم شبهات بالفساد حول زرداري الذي امضى 11 سنة في السجن بتهم تتراوح من الفساد الى القتل، على رغم عدم إدانته بهذه التهم. ميدانياً، أحرق متشددون صهريجين ينقلان وقوداً الى قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان، وذلك عبر تفجير قنبلة زرعوها تحت احد الصهريجين قرب بلدة تختابغ في منطقة خيبر السفلى القبلية (شمال غرب). وأدى الحادث الى جرح ستة اشخاص، مع العلم ان جماعة «عسكر الإسلام» المرتبطة بحركة «طالبان» شنت هجمات عدة في المنطقة سابقاً. الى ذلك، قتل طفل في السادسة من العمر وجرح سبعة اشخاص على الاقل في انفجار وقع قرب مدرسة في بيشاور (شمال غرب). وحقق الجيش مكاسب كبيرة ضد المتشددين في الهجمات التي يشنها منذ الصيف الماضي على منطقة القبائل، وأدت الى طردهم من معاقلهم في وادي سوات وجنوب وزيرستان وباجور. لكن المتشددين اظهروا مرات قدرتهم على الرد بهجمات وتفجيرات في بلدات ومدن عدة. قتل 20 شخصاً على الأقل بينهم 3 شرطيين وجرح 34 آخرون في انفجار قنبلة في سوق مكتظة في مدينة بيشاور القبلية شمال غربي باكستان، في اعتداء خامس شهدته المدينة خلال ثلاثة ايام، علماً ان بين عشرة وخمسة عشر مقاتلاً مدججين بالسلاح استهدفوا قبل اسبوعين مقر القنصلية الأميركية في المدينة، قبل ان يفجر انتحاريون انفسهم امام مدخلها ما ادى الى مقتل 6 مهاجمين وموظفين في القنصلية بينهم حارسا امن باكستانيان. جاء ذلك بعد ساعات على انفجار قنبلة يدوية الصنع امام مدرسة ابتدائية تديرها الشرطة، حيث قتل طفل في الثامنة من عمره. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء على الفور، في وقت تشهد باكستان موجة اعتداءات تجاوز عددها 370، غالبيتها انتحارية رداً على الهجوم الذي يشنه الجيش ضد المتشددين في مناطق القبائل، وأسفر عن سقوط اكثر من 3200 قتيل في انحاء البلاد خلال نحو ثلاث سنوات. وارتكب معظمها مقاتلو حركة «طالبان» المتحالفون مع تنظيم «القاعدة».