طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - قلّل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أهمية مذكرة أرسلها إلى البيت الأبيض حول البرنامج النووي الإيراني، نافياً اعتبارها بمثابة «تحذير»، فيما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مطالبة المجتمع الدولي بفرض «عقوبات تشلّ» طهران، من خلال قطع إمدادها بمشتقات النفط. في غضون ذلك، أعربت طهران عن نيتها تطوير علاقاتها الاقتصادية مع بكين التي تقاوم سعي واشنطن الى فرض عقوبات جديدة. وقال وزير التجارة الإيراني مهدي غضنفري: «علاقاتنا مع الصين عميقة جداً وتتوسع. لكن لا يزال هناك كثير من المجالات التي لم تُستكشف بعد». وأضاف: «هناك عدد كبير من المستثمرين الذين يسلكون طريق (العمل في إيران). وأعتقد ان لدينا كثيراً من العمل المشترك مع الصين». وأصبحت الصين عام 2009 أول شريك تجاري لإيران، مع 21.2 بليون دولار من المبادلات، في مقابل 14.4 بلايين قبل 3 سنوات. وقال غضنفري: «تبقى العقوبات على الورق، وليست فعلية وعملية». وأضاف: «نواجه أحياناً مشاكل بالنسبة الى بعض المنتجات ذات الاستخدام المزدوج (مدني وعسكري)، لكن ذلك لن يحملنا على التراجع. هناك حلول على الدوام للحصول على ما نحن في حاجة إليه». وفي سياق استعدادات طهران لمواجهة عقوبات محتملة، أعلن غضنفري عن زيادة قريبة في أسعار البنزين، ستؤدي الى خفض الاستهلاك والحد من اعتماد إيران على استيراد الوقود. وقال إن «ذلك سيؤثر في الاستهلاك وسيحدّ من الاعتماد على الواردات الخارجية»، مشيراً الى أن طهران سترفع الإنتاج الخاص بها. على صعيد مذكرة غيتس، قال وزير الدفاع الأميركي انها حددت «الخطوات المقبلة في عمليتنا للتخطيط الدفاعي»، نافياً ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» من أن المذكرة كانت بمثابة «تحذير». وكانت الصحيفة نقلت عن مسؤول بارز قوله ان غيتس اشار في مذكرته السرية التي أرسلها الى البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) الماضي، الى ان الولاياتالمتحدة لا تملك استراتيجية فعالة على المدى الطويل لمواجهة البرنامج النووي الإيراني. وقال غيتس في بيان ان «مصادر نيويورك تايمز التي كشفت مذكرتي الى مستشار الأمن القومي (الجنرال جيمس جونز)، اساءت وصف الهدف منها ومضمونها»، مضيفاً: «المذكرة لم يكن المقصود بها التحذير، ولم يتعامل معها فريق الأمن القومي التابع للرئيس (باراك أوباما) على هذا الاساس. بل طرحت مجموعة من الأسئلة والاقتراحات، للمساهمة في اتخاذ القرار في شكل منظم وفي الوقت المناسب». وزاد: «يجب الا يكون هناك اي تشوّش من قبل حلفائنا وخصومنا على حد سواء، بأن الولاياتالمتحدة تركّز في شكل ملائم وبقوة على هذه المسألة، وهي مستعدة للعمل من خلال مجموعة كبيرة من الحالات الطارئة، لدعم مصالحنا». في الوقت ذاته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولين: «اننا في البنتاغون نخطط للحالات الطارئة طيلة الوقت، ومن المؤكد ان ثمة خيارات (عسكرية)». واشار الى ان هذه الخيارات العسكرية «ستذهب الى مدى بعيد لتأخير» البرنامج النووي الإيراني، مستدركاً: «هذه ليست دعوتي. هذه ستكون دعوة الرئيس. من وجهة نظري، الخيار الأخير هو توجيه ضربة الآن». في غضون ذلك، قال نتنياهو لشبكة «إي بي سي» الأميركية «إذا منعتم إيران من استيراد منتجات النفط، فإن ايران ببساطة لا تملك القدرة على التكرير وسينتهي هذا النظام». واعتبر أن في إمكان المجتمع الدولي فرض «عقوبات تشلّ» إيران، من دون الحصول على تأييد الصين وروسيا. وأضاف: «هناك تحالف الراغبين، ومن الممكن أن تكون هناك عقوبات قوية جداً». وسئل نتانياهو عما إذا كان أوباما قدم تأكيدات لإسرائيل بأن الولاياتالمتحدة ستمضي قدماً في فرض عقوبات على منتجات النفط وقيود أخرى، فأجاب: «ما قالته الولاياتالمتحدة هو أن ثمة إصراراً من جانبها على الحيلولة دون صنع إيران أسلحة نووية، وأعتقد أن هذا تصريح مهم». أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فكرر أن ايران «لا تشكل الآن تهديداً وجودياً بالنسبة الى إسرائيل. لكنها قد تصبح كذلك». وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أعلن الأحد ان طهران ستناقش اقتراح تبادل الوقود النووي، مع الأعضاء ال15 في مجلس الأمن. وقال ان وفوداً ايرانية ستزور خلال الأيام العشرة المقبلة «الصين وروسيا ولبنان وأوغندا، لمتابعة المحادثات»، موضحاً أن المفاوضات ستكون «غير مباشرة» مع الولاياتالمتحدة.