شدد الرئيس محمود عباس (ابو مازن) على أن إسرائيل لا تملك ترحيل أي فلسطيني من الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو العكس، متعهداً أن تتصدى السلطة الفلسطينية لقرار ترحيل فلسطينيين من الضفة، كما هدد باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي في حال فشل العملية السياسية. وكان الرئيس حسني مبارك استقبل «أبو مازن» أمس في منتجع شرم الشيخ حيث عقدا قمة ثنائية ناقشت آخر التطورات على الساحة الفلسطينية والجهود المصرية الرامية إلى توحيد الصف الفلسطيني. وتهدف زيارة «أبو مازن» لمصر في شكل أساسي الى تهنئة مبارك على شفائه من العملية الجراحية الناجحة التي أجريت له في ألمانيا الشهر الماضي لاستئصال المرارة. ويضم الوفد الفلسطيني المرافق لعباس رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات والناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة وسفير فلسطين في القاهرة بركات الفرا. وقال «أبو مازن» فى تصريحات عقب اللقاء إنه اطمأن على صحة مبارك «وهو والحمد لله بصحة جيدة وتماثل للشفاء تماماً». وأشار إلى أنه بحث مع الرئيس القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً العملية السياسية، وتطورات الموقف على الساحة الفلسطينية، وإلى أين وصلت، وما هو الموقف الحالي الأميركي والإسرائيلي، موضحاً أن الموقف الفلسطيني يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان من أجل العودة إلى مائدة المفاوضات. وأضاف: «حتى الآن لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) أي رد ايجابي من أجل العودة إلى المفاوضات». وأضاف أنه تم خلال القمة كذلك استعراض نتائج القمة العربية فى سرت، مشيراً إلى اتفاق الرؤيتين المصرية والفلسطينية على أن تلك القمة كانت ناجحة بكل المقاييس. ورداً على سؤال عن الرؤية الفلسطينية المتمسكة بضرورة وقف الاستيطان قبل العودة إلى مائدة المفاوضات في وقت تتزايد تهديدات إسرائيل بالتراجع حتى عن الوقف الصوري للاستيطان في الضفة ما لم توافق السلطة على استئناف التفاوض خلال شهرين، قال الرئيس الفلسطيني إن الموقف الفلسطيني فى هذا الخصوص هو نفس موقف المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة، مضيفاً: «لسنا متصلبين، بل إن موقفنا يتسم بالمرونة، ولا يختلف عن الموقف الذي يعلنه دائماً المسؤولون الأميركيون الذين يطالبون إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية حتى يمكن استئناف المفاوضات، ومن ثم تناول القضايا الرئيسة الأخرى المتعلقة بالحدود واللاجئين والمياه والقدس والأمن وكل قضايا الحل النهائي، ولكن حتى الآن لم يتجاوب الإسرائيليون مع تلك الدعوات على رغم أنها تتطابق تماماً مع الموقف الدولي». ورداً على سؤال عن قرارات الترحيل الإسرائيلية الأخيرة لآلاف الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية، قال «أبو مازن»: «السلطة الفلسطينية بدأت فعلاً بالتحرك ضد هذا القرار»، مؤكداً عدم أحقية إسرائيل مطلقاً في ترحيل أي فلسطيني من أرضه، سواء من الضفة إلى غزة أو العكس «لأن اتفاقنا الأساسي معهم هو أن الضفة وغزة وحدة جغرافية واحدة تحت سيادة موحدة للسلطة الفلسطينية، وبالتالي فإن القرار الإسرائيلي هو نوع من الاستفزاز الذي يهدف إلى مضايقة الفلسطينيين». وشدد على أنه لا يمكن لإسرائيل التذرع بأن من شملهم قرار الترحيل لا يملكون بطاقات هوية، موضحاً أن جميع الفلسطينيين في الضفة وغزة يملك بطاقات هوية. وأضاف: «إسرائيل لا تملك حق ترحيل أي فلسطيني، والسلطة الفلسطينية لن تسمح بذلك، وستواجهه بشتى السبل». وعما اذا كانت السلطة الفلسطينية ستلجأ الى مجلس الأمن فى حال فشل العملية السياسية، قال «أبو مازن»: «لا بد أن تكون أمامنا خيارات متعددة، ونحن من جانبنا سنستنفد كل الوسائل الديبلوماسية والسياسية مع المجتمع الدولي، ومع اللجنة الرباعية الدولية، خصوصاً مع الولاياتالمتحدة، وإذا ما فشل كل هذه الخيارات والمساعي، فلن يكون أمامنا بالتأكيد في تلك الحالة إلا اللجوء إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن».