ريكيافيك 19 ابريل نيسان (رويترز) - تعرضت المناطق الريفية في ايسلندا لهزات ارضية قوية ناجمة عن بركان ايسلندا الذي أصبح يمثل تهديدا لألوف المسافرين عبر اوروبا في الوقت أطلق فيه البركان سحبا متصلة من الرماد في الجو. وتحرك الرماد الناجم عن البركان نحو الجنوب الشرقي باتجاه اوروبا مبتعدا عن العاصمة ريكيافيك وغيرها من المراكز الاخرى الاكثر اكتظاظا بالسكان لكنه أرغم المزارعين ومواشيهم على البقاء في المنازل في الوقت الذي خيمت فيه سحابة من الرماد على المناطق المحيطة. وقال الرئيس الايسلندي اولافور جريمسون لتلفزيون رويترز"اننا نبذل قصارى جهدنا للتأكد من نجاة الريف في هذه المنطقة من هذه الكارثة." واضاف انه يصعب تقييم تأثير ذلك على السياحة التي خرجت للتو من ركود عميق ولكن الاحداث التي وقعت في الاونة الاخيرة سلطت الضوء على ايسلندا وان البلاد ربما تجتذب عددا اكبر من الزوار . وقال ان"ما نشاهده هنا في ايسلندا هو عرض لقوى الطبيعة.. وان هذا منظر لا يمكنكم ان تروه في مكان اخر من العالم وهو امتزاج ثورة بركانية وانهار جليدية ." وقال مكتب الأرصاد الجوية في ايسلندا إن الهزات الناجمة عن البركان زادت شدتها وزادت عما كانت عليه قبل يوم لكن سحابة الرماد المتصاعد من البركان انخفضت الى ارتفاع يتراوح بين أربعة وخمسة كيلومترات من 11 كيلومترا عند بداية الثوران في الاسبوع الماضي. وقال اينار كيارتانسون المتخصص في علم الجيولوجيا بمكتب الأرصاد لرويترز "نرى إشارات متباينة. توجد بعض الاشارات التي تدل على أن الثوران سيهدأ وأخرى تظهر أنه لا يتراجع." ومن الإشارات الايجابية بالنسبة لسكان المنطقة أنه لا يوجد تهديد فوري بمزيد من الدفقات التي يطلقها البركان. ووقعت ثورة البركان تحت نهر ايجافجالاجوكول المتجمد وهي مقصد لهواة المشي على بعد حوالي 120 كيلومترا الى الجنوب من العاصمة ريكيافيك. ويعتقد كيارتانسون أن البركان أذاب نحو 10 في المئة من نهر الجليد لكن الذوبان ربما يكون قد تباطأ في الساعات الاخيرة. لكن ذلك لا يعني أن أوروبا سترتاح كثيرا من سحابة الرماد التي تملأ الطبقة العليا من الغلاف الجوي بجزيئات صغيرة من الزجاج والصخور المفتتة التي تهدد محركات الطائرات وهياكلها. ويبلغ سمك نهر الجليد فوق قمة البركان حوالي 200 متر وهو سمك أقل من كثير من الانهار الجليدية على قمم براكين أخرى ثارت في العصور الحديثة. ويعني ذلك أن هناك ثلجا وماء أقل لإخماد الثوران والتدفق الناجم عنه. وقال جيارتانسون "قد يعني الأمر انطلاق المزيد من الرماد الكثيف." وقال فيدير رينيسون من إدارة الحماية المدنية أن بعض المناطق قرب البركان كانت غارقة في ظلام دامس خلال ساعات النهار. وأضاف "هنا أماكن لا يمكنك فيها حتى رؤية كف يدك." أ ص (من)