تسعى قوات خاصة أميركية من «الكوماندوس» إلى اختبار قوة «داعش» عبر إنزالات جوية متكررة، خلف «خطوط التماس» مع التنظيم، كان آخرها أمس قرب الموصل، فيما نفذ انتحاريو التنظيم الذين يطلق عليهم اسم «الإنغماسيين»، هجمات في تكريت وسامراء والرمادي. وأعلنت مصادر كردية تنفيذ عملية إنزال مشتركة مع قوات أميركية خاصة، هي الخامسة من نوعها خلال ثلاثة شهور، والأولى قرب الموصل، موضحة أن عملية الإنزال استهدفت مقراً لقادة «داعش» في قرية أزهيليلة الواقعة على طريق القيارة - مخمور، جنوب الموصل، وأسفرت عن أسر وقتل عدد من عناصر التنظيم، ومصادرة أجهزة ومعدات. وتابعت المصادر أن «القوات الأميركية الخاصة التي نفذت 4 عمليات مشابهة في بلدة الحويجة، جنوب الفلوجة، لديها معلومات كافية عن منطقة الإنزال، وإمكانات «داعش» فيه، لذا اختارت هذا الأسلوب وليس القصف الجوي عن بعد، على رغم وجود هامش مخاطرة في مثل هذه العمليات». وأضافت أن اللجوء إلى هذا «الخيار يمكن الأميركيين من اعتقال أكبر عدد ممكن من قادة التنظيم، واستكمال قاعدة البيانات المطلوبة عن مناطق انتشاره وقدراته الحقيقية على الأرض، واختبار مناطق ضعفه، بعيداً من جبهات المواجهة مع الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الشعبي». والنجاح المتكرر لعمليات الإنزال الجوي يربك حسابات «داعش» الذي بدوره يشن سلسلة هجمات لإرباك القوات العراقية في المناطق التي خسرها، معتمداً على كتيبة يطلق عليها اسم «الإنغماسيين» وهم مجموعة من المسلحين المدربين بعناية لينفذوا عمليات خلف خطوط التماس تنتهي بتفجير أنفسهم. هذا ما حصل خلال هجوم التنظيم على قاعدة «سبايكر»، وهي مخصصة لتدريب المتطوعين في الجيش والشرطة، بالإضافة إلى سلسلة عمليات تمت بالطريقة ذاتها في سامراء والرمادي وحديثة، وتهدف إلى اختبار قدرة القوات العراقية في المناطق التي تسيطر عليها، بعيداً عن نقاط المواجهة. وعلى رغم أن القوات العراقية مدعومة ب»الحشد الشعبي» تقدمت شمال قاعدة «سبايكر» نحو 100 كيلومتر وصولاً إلى منطقة بيجي، وأكثر من 140 كيلومتراً شمال سامراء، غير أن «داعش» تمكن من عبور خطوط التماس المتداخلة، مهدداً المنطقتين، كما هدد سد سامراء بعشرات المسلحين. إلى ذلك، نفذ «الانغماسيون» أمس سلسلة عمليات انتحارية في الرمادي التي أعلنت القوات العراقية أمس السيطرة على 80 في المئة منها، فيما توجه مسلحو التنظيم في خمسين سيارة مفخخة لاقتحام بلدة حديثة، ونفذ مسلحون آخرون هجوماً على بلدة بروانة التي يفصلها عن حديثة نهر الفرات. وما زال «داعش» يمتلك حرية واسعة للتحرك في منطقة الجزيرة وهي صحراء كبيرة تربط غرب صلاح الدين وشمال الرمادي وجنوب الموصل وصولاً إلى الحدود السورية، ما يسهل نقل مسلحيه بين البلدين، بالإضافة إلى الاعتماد على مجموعات صغيرة من «الإنغماسيين» لإحداث فوضى خلف خطوط التماس مع القوات العراقية. واستراتيجية «داعش» تهدف بحسب الخبراء إلى استعادة القدرة على المبادرة، في الهجوم، والتي يتبعها عادة تعزيزات عسكرية للجيش العراقي باتجاه المناطق التي تمت مهاجمتها.