أكد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير الدكتور تركي بن سعود آل سعود ل«الحياة»، أن المدينة تعد برنامجاً لابتعاث كوادر سعودية من جميع التخصصات العلمية لدراسة الماجستير والدكتوراه وإجراء البحوث في الجامعات الألمانية، في مجالات تقنية النانو والمعجلات، وأوضح الأمير تركي أن المدينة تنوي في الفترة المقبلة إرسال عدد من الكوادر السعودية التابعين للمدينة إلى ألمانيا، لتطويرهم واكتساب الخبرات في مجالات عدة، منها صناعة الطائرات والسيارات والتطوير المشترك والتصنيع. وكشف الأمير تركي أن صناعة الطائرات المروحية في السعودية ستبدأ خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، إذ سيتم البدء بها خلال الفترة القصيرة المقبلة، مشيراً إلى أن الطائرات المروحية التي ستصنع في السعودية ستكون من نوعين، الأول يستوعب 4 أشخاص، والثاني يستوعب 6 أشخاص، على أن تكون صالحة لجميع الاستخدامات. من جهة متصلة، أُعلن في الرياض أمس عن توقيع خمس مذكرات تفاهم تستهدف تحقيق التعاون التقني والتصنيع المشترك بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعدد من المؤسسات الألمانية التي تشمل شركات ومؤسسات بحثية، ووقعت المذكرات بين نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود وحاكم ولاية هيسن الألمانية رولاند كوخ وممثلي المؤسسات والشركات الألمانية. واتفقت «مدينة التقنية» في المذكرة الأولى مع شركة «إم كيه» الألمانية للطائرات المروحية على تطوير وتصنيع مشترك لطائرات الهليوكوبتر في المملكة، عبر تكوين فريق هندسي مشترك يعمل في مقر مدينة العلوم والتقنية في الرياض، للقيام بالتصميم والتطوير والتصنيع المشترك للطائرات. أما مذكرة التفاهم الثانية فتم الاتفاق من خلالها مع الشركة ذاتها إضافة إلى شركة «إس جي إل»، التي تعتبر أكبر شركة في أوروبا في مجال المواد المركبة الكربونية، على تطوير الألياف الكربونية عالية الأداء، مع التركيز على أنظمة تقوية تعتمد على جزيئات النانو لاستخدام الطيران بشكل عام، وسيتم دمج فريق مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بشكل كامل في قسم الهندسة التابع لشركة «إم كيه للمروحيات». وستنفذ بشكل متزامن منشآت الشركة الألمانية في ألمانيا والسعودية، خدمة لهذا المشروع المتقدم الذي سيقوم بنقل المعرفة إلى السعودية وتكوين عمالة سعودية عالية التأهيل، وفي الوقت نفسه ينقل التقنية السعودية المتطورة إلى السوق العالمية. وفي مذكرة التفاهم الثالثة وقعت المدينة مع شركة الهندسة الألمانية «آي أيه في - جي إم بي إتش» برنامجاً تعاونياً لأبحاث السيارات الألمانية المتقدمة، يحقق فوائد بعيدة المدى لهذه الشراكة المتنامية. وتعد شركة «آي إيه في - جي إم بي إتش» شركة هندسة رائدة وشريكة في صناعة المركبات، وتضم القوى العاملة بها 4 آلاف فرد في كل أنحاء العالم، وعلى مدى ربع قرن تقوم الشركة بتطوير المفاهيم الابتكارية والتقنيات للأجيال المقبلة من المركبات، إذ تضم المجالات المركزية لخبرات الشركة الحلول الجاهزة للإنتاج، التي تغطي كل أنواع الإلكترونيات وتطوير المركبات والقاطرات. ووقعت المدينة مع جامعة «كاسيل» الألمانية مذكرة التفاهم الرابعة للقيام بأعمال الأبحاث والتعليم في مجال بصريات تقنيات النانو بشكل مشترك، بما في ذلك الأنظمة الجديدة ذات الأحجام الصغير جداً التي يمكن استخدامها بكفاءة عالية في عدد من المجالات الصناعية. وفي المذكرة الخامسة وقعت المدينة مع مركز الأبحاث الوطني الألماني وجامعة فرانكفورت للدراسات المتطورة وجامعة جون فولجانغ جوته الألمانية اتفاق تعاون في مجال تقنية معجلات الأيونات، وتشمل تبادل العلماء والمختصين والكوادر العلمية بين البلدين من أجل البحوث المشتركة والتدريب وتبادل الخبرات والمعلومات والتقنية، فضلاً عن إقامة حلقات علمية ثنائية حول المشكلات التي تمثل أهمية عالية للبلدين، والدراسات المشتركة حول تطوير العمليات والطرق التقنية. ونصّت مذكرة التفاهم على أن تكون المدينة عضواً مؤسساً في مؤسسة FAIR التي ستقام في دارمستادت في ألمانيا لأبحاث تفاعل الأيون مع مضادات البروتون، فضلاً عن المشاركة بشكل نشط وفعال في التجارب التي ستقوم بها المنشأة.