انتقدت المواقف السياسية اللبنانية امس تمادي اسرائيل في استفزازاتها وآخرها اطلاقها ليل أول من أمس قنبلة مضيئة فوق بلدة عديسة الحدودية حيث كان يعقد لقاء اجتماعي بدعوة من رئيس البلدية وحضور مسؤولين في «حزب الله». وأعلن الجيش اللبناني في بيان أن «العدو الاسرائيلي أطلق ليل أول أمس قذيفة مضيئة، انفجرت في سماء بلدة عديسة الجنوبية، ما يشكل تمادياً في الاعتداءات والاستفزازات التي دأب عليها هذا العدو في الآونة الاخيرة». وكذلك أعلن الجيش في بيان ثان أن «طائرة استطلاع اسرائيلية معادية اخترقت الاجواء اللبنانية من فوق بلدة الناقورة، ونفذت طيراناً دائرياً فوق مناطق: بيروت، بعبدا والجنوب، ثم غادرت من فوق بلدة الناقورة». وفي المواقف، قال وزير الزراعة حسين الحاج حسن (حزب الله) إن «القراءة السياسية لا تقول إن هناك حرباً، لكن في الوقائع وعندما يريد الإسرائيلي حرباً، يخلق لها الذرائع التي يريد، والعدو يعرف ان هزيمته قابلة للتكرار وبنتائج كارثية اذا ما اراد أن يكرر حربه الظالمة والعدوانية». واعتبر في لقاء سياسي نظمه «حزب الله» في حسينية آل رعد في بعلبك، أن «العدو الآن في مأزق، فهو يريد الحرب لبعض الأهداف ويخشى الحرب لأسباب عالية الاحتمال بالهزيمة، أما لماذا التهديد، فهو ليس الا لإبقاء الوضع متوتراً للتغطية على تهجير الفلسطينيين والارباك الأميركي الواضح لكسب شيء ما وتسويقه الى الدول العربية وللتغطية على سلاحه النووي». وسأل وزير الشباب والرياضة على حسين عبدالله عن «اسباب عدم التحقيق في الاسلحة والصواريخ التي تأتي اسبوعياً من الولاياتالمتحدة لاسرائيل فيما هم يرفضون استقبال لبنان صواريخ دفاعية؟». وأضاف: «سنبقى موحدين لمواجهة اي اعتداء وأشير الى ان المساعدات التي تأتي من سورية الى المقاومة ومنها صواريخ «سكود» التي يتهموننا بامتلاكها، بمعزل عن صحة ذلك او عدمه، فليس من واجب احد ان يحقق ولنفرض انها موجودة فلماذا لا يتم التحقيق حول الصواريخ التي تملكها اسرائيل؟». ورأى رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «اننا اليوم وبعد حرب تموز في مرحلة توازن الردع مع العدو الاسرائيلي الذي يمتلك كل هذا الدعم اللوجستي، ولبنان ما كان ليصل الى هذا الموقع لولا ارادة ابنائه المقاومين وشجاعة المقاومة التي اخذت على عاتقها الدفاع عن سيادة لبنان وكرامة ابنائه». وأشار الى ان في «مقدور لبنان ان يفرض على الاسرائيلي ألا يتحرك حركة غير صحيحة باتجاهه، وهذا المشهد لا يستطيع الاسرائيلي ان يقر به، لذلك عمل على تفتيت اللبنانيين قبل حرب تموز وواجهناه بكل الاساليب، ولم يقدر ان يفعل شيئاً وهو يعمل على تفتيت ابناء المنطقة الأمامية والمعنية مباشرة بمواجهة العدوان الاسرائيلي، لكننا نحن وكل اهلنا واعون لهذا المخطط، فهذه المحاولات لا تزال قائمة ونحن معنيون بأن نقفل كل الثغرات التي يمكن ان تفتح نوافذ وتشرع الأبواب ويستفيد منها الآخرون من اجل زرع الشرذمة وبعث الانقسام في صفوف ابناء مجتمعنا». وقال عضو الكتلة نفسها النائب نواف الموسوي: «يجب ألا نتوانى عن بناء قدراتنا لأن ذلك ليس حقاً لنا فحسب، بل واجب وطني وديني، لذلك نحن لا نهدأ في البحث عما يمكن الوصول اليه من قدرات تسليحية وتدريبية تمكّن وطننا من ردع العدوان الاسرائيلي». وأضاف: «أياً كانت الحملات والضغوط والتسريبات، فلن تحول بيننا وبين تحصين ما يمكننا تحصينه من صواريخ وأسلحة». ورأى عضو الكتلة نفسها النائب علي فياض أن «تبني الولاياتالمتحدة للادعاءات الإسرائيلية حول تهريب صواريخ «سكود» من قبل سورية الى المقاومة يمثل تشجيعاً أميركياً لإسرائيل على القيام بمغامرة عدوانية تجاه لبنان، ساعية من خلاله الى توفير الغطاء لإسرائيل على المستوى الدولي»، مشيراً الى وضع أميركا نفسها في موقع الشريك في أي عدوان محتمل». وشدد عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي حسن خليل على «حق لبنان في التسلح وتعزيز قدراته الدفاعية بكل الوسائل والإمكانات لأن التهديد هو من اسرائيل وترسانتها»، مشيراً الى أن «الدول التي منعت الجيش من التسلح بالأسلحة القادرة على مواجهة اسرائيل هي التي تحاول أن تتجاوز حق لبنان في أن يمتلك القوة والأسلحة التي نريد». وقال خليل في احتفال لحركة «أمل» في ذكرى مجزرة قانا: «نستعيد في قانا صورتهم وهم يكتبون في وجه العالم أبشع صور التحدي للقيم والرسالات والشرائع». وتوجه الى الاسرائيليين بالقول: «مشروعكم لإسقاط المقاومة وضرب صمودها سقط»، لافتاً الى أن «مجزرة قانا كانت محاولة لتبديل المعادلة من الخسارة الى الربح». وقال عضو الكتلة نفسها النائب أيوب حميد إن «الخطر الاوحد الذي يهدد لبنان هو الخطر الاسرائيلي». وسأل: «الى متى تبقى اسرائيل استثناء لا تطبق عليه القرارات والمواثيق الدولية؟».