طهران – «الحياة»، أب - لم تتضمن كلمة مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، لمناسبة عيد النوروز (رأس السنة الفارسية)، اي رد مباشر على الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك اوباما الى الإيرانيين بهذه المناسبة، وعرض فيها «بداية جديدة» في العلاقات بين البلدين، وشدد على ان نجاح ايران في أخذ «مكانها الصحيح بين الدول»، مرهون بتخليها عن «الإرهاب والأسلحة». وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان الولاياتالمتحدة لديها مشاريع مبادرات اخرى لتشجيع الحوار مع ايران. لكنه امتنع عن توضيح هذه المبادرات. واكتفى بالقول، ردا على سؤال عما اذا كانت الادارة الاميركية اعدت تحركا جديدا: «نعم. ثمة مبادرات اخرى، لكن لا يسعني اليوم الحديث عن اي منها». وأكد خامنئي في رسالته الى الإيرانيين أنه «لا يمكن اعتراض سبيل التقدم النووي الإيراني»، فيما اعتبرت طهران ان المدخل الصحيح «لوضع الخلافات جانباً» مع واشنطن، يكمن في ان يتجاوز اوباما «الكلام» وان يُحدِث «تغييراً جذرياً في سلوك» بلاده حيالها. (راجع صفحة 8) كما أشاد خامنئي بتجربة إيرانية أجريت الشهر الماضي لتشغيل مفاعل بوشهر النووي. وقال: «هذه نتائج تقدم علمائنا التي أقنعت العالم بكامله بأنه لا يمكن اعتراض سبيل التقدم النووي الإيراني». وفي الرسالة التي بثها البيت الأبيض مع ترجمة بالفارسية، عبر موقعه الالكتروني فجر أمس، قال اوباما، متوجها الى «الشعب والقيادة في جمهورية ايران الاسلامية»: «على مدى ثلاثة عقود، كانت العلاقات بين بلدينا متوترة، لكن هذا العيد يذكرنا بالشعور الإنساني المشترك الذي يربطنا جميعاً». وأضاف: «في فصل البدايات الجديدة هذا، أود ان أتحدث بوضوح الى القادة الإيرانيين. هناك خلافات جدية ازدادت مع مرور الوقت. ادارتي ملتزمة الآن ممارسة ديبلوماسية تعالج كل المشاكل التي نواجهها، والسعي الى علاقات بنّاءة بين الولاياتالمتحدةوايران والأسرة الدولية. هذه العملية لن تتقدم بالتهديد، ونحن نبحث عن الانخراط كبديل، الانخراط النزيه المبني على الاحترام المتبادل». وابتعد اوباما عن تهديدات سلفه جورج بوش بإطاحة النظام الإيراني، وعن عبارتي «محور الشر» و «الحرب على الإرهاب»، بقوله ان «الولاياتالمتحدة تريد ان تأخذ إيران مكانها الصحيح بين الدول. انتم تملكون هذا الحق، لكنه يأتي بمسؤوليات حقيقية ولا يمكن شغل هذه المكانة بالإرهاب ولا بالأسلحة، بل بالتحركات السلمية التي تبرهن على العظمة الحقيقية للشعب والحضارة الإيرانيَين». وزاد اوباما الذي تُجري إدارته مراجعة لسياستها حيال طهران: «أعرف أن هذا الأمر لا يمكن التوصل اليه بسهولة، إذ هناك من يريد أن تتحكم فينا خلافاتنا». واثنى كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل على بادرة الرئيس الاميركي، وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا «انها رسالة بناءة جدا». واعتبر ان هذه البادرة يمكن ان «تفتح فصلا جديدا في العلاقات مع طهران». غير ان ساركوزي اشار الى «ان سياسة العقوبات تبقى ضرورية، بالتزامن مع اجراء محادثات». ورد علي اكبر جوانفكر، أحد أبرز مستشاري الرئيس محمود احمدي نجاد على رسالة اوباما، فقال: «نرحب برغبة رئيس الولاياتالمتحدة وضع خلافات الماضي جانباً». واضاف: «على الإدارة الأميركية ان تدرك أخطاءها الماضية وتصلحها، كوسيلة لوضع الخلافات جانباً». واستدرك ان على اوباما «تجاوز الكلام والقيام بتحرك. يمكن أميركا أن تمد يد الصداقة الينا، من خلال التغيير الجذري لسلوكها. ما تلقيناه حتى الآن قبضات غير ودودة». وقالت مصادر إيرانية ل «الحياة» ان الأفكار التي وردت في رسالة اوباما، قد تشكّل أسساً لبدء حوار ترغب فيه طهران، لكنها تفتقد «الخطوات العملية» التي يدركها الأميركيون، ولا تنحصر في الاعتراف بالدور الإقليمي لإيران، او في الاعتراف ببرنامجها النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها، بل يجب أن تشمل الاعتراف بالنظام السياسي الإيراني. ويؤكد الإيرانيون ضرورة «ابعاد العامل الإسرائيلي» عن الحوار معهم، كي يكون جاداً ومثمراً وشفافاً. وأضافت المصادر ان «الإيرانيين الذين ساعدوا الإدارة الأميركية في أفغانستان، وُضِعوا في محور الشر في عهد الرئيس جورج بوش، ولا يعلمون في أي محور يريد اوباما ان يضعهم». وزادت ان احمدي نجاد الذي «خالف الأعراف الديبلوماسية الإيرانية، عندما هنأ اوباما بفوزه في الانتخابات، تلقى رداً على رسالته ليس برسالة جوابية، بل من خلال قرار أصدره الرئيس الأميركي قضى بتمديد العقوبات» على طهران. من جهة اخرى، بعث الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز برسالة الى الايرانيين بمناسبة عيد النوروز ، بثها القسم الفارسي للاذاعة الاسرائيلية، اشاد فيها بالثقافة الايرانية، واعتبر ان مستقبله يكون افضل اذا تخلوا عن «قيادتهم المتصلبة التي لا تخدم شعبها» على حد قوله.