لم يكن أهالي حي لبدة الواقع وسط مدينة حائل، يتوقعون أن يتحوّل مكان إقامتهم إلى مجمع للنفايات يوماً ما، إلا أن هذا ما آل إليه الحي التاريخي بعدما هجره سكانه، واتجهوا إلى الأحياء الجديدة داخل المدينة. ويعد حي لبدة من أقدم أحياء حائل، إذ يعود تاريخه لأكثر من 100 عام، وعرف سكانه القدامى بقوة الترابط والتواصل في ما بينهم، نظراً إلى قرب المنازل الطينية القديمة من بعضها. فكان من أكثر الأحياء في المنطقة كثافة سكانية وأفضلها موقعاً، كونه يقع في قلب المدينة وبالقرب من سوقها القديم. وفي الوقت الذي أهمل الأهالي منازلهم القديمة ذات التصميم الكلاسيكي، ساهم ذلك في تحوّلها إلى مأوى ووكر لمخالفي أنظمة الإقامة ومجمع للنفايات ومقصد للممارسات السلوكية السيئة. ودعا أصحاب المنازل الطينية القديمة إلى إيجاد حل لما آل إليه حال الحي، واقترحوا تحويله إلى موقع أثري ومزار سياحي. وطالب محمد المطلق بتسليم منازل العليا الطينية لهيئة السياحة والآثار في المنطقة لاستثمارها وترميمها، لتصبح مواقع تراثية ومزاراً سياحياً يكون رمزاً لحائل القديمة، ومرجعاً للتعرف على عادات الحائليين في الماضي. وأيده في مطلبه عدد من أصحاب البيوت في الحي. وقال المطلق: «يصعب السكن فيها حالياً لسوء تخطيطها وضيق شوارعها وأزقتها، إضافة لصغر مساحة الأراضي داخل الحي، إلى جانب تخطيط الحي العمراني القديم الذي يفتقد للتنظيم السليم، فمن الصعب إزالتها وإعادة بنائها، ما يعني أن بقاءها في هذا الشكل خطر كبير يهدد الأهالي، فالحي بات وكراً للعمالة الهاربة، إضافة إلى كثرة السرقات في البيوت والمحال التجارية القريبة من الحي». وطالب عدد من الأهالي بتثمين المنازل الطينية من الجهات المعنية، وأن يعاد ترميمها والحفاظ عليها معلماً سياحياً وأثرياً، معتبرين أن «عملية إزالتها وتخطيطها سكنياً ليست الحل الأنسب، نظراً إلى ضيق شوارع الحي وممراته، بل يجب ترميمها وتشييدها على سبيل المثال، أسواقاً تراثية قديمة أو نزلاً طينية على التراث القديم، وبذلك سيكون هناك إقبال كبير عليها من السياح سواء من داخل وخارج المنطقة». وأكد مدير «إدارة الإعلام» في أمانة منطقة حائل سعد الثويني ل «مدرسة الحياة»، أن الأمانة وبتوجيه من أمين المنطقة المهندس ابراهيم أبو راس، حريصة على معالجة مشكلات المنازل الآلية للسقوط بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى وفق الاختصاص، وتسعى إلى تطوير أحياء حائل كافة، وقال: «حي لبدة مصنف ضمن مركز المدينة التي تعكف الأمانة حالياً على درس تطويره في شكل يتناسب مع تطورات المنطقة وازدهارها». وحول إهمال النظافة في الحي القديم، أوضح الثويني أن مهمة تنظيف الأحياء أوكلتها أمانة حائل إلى شركات نظافة متخصصة في هذا المجال تحت متابعة بلديات الوسط والشمال والجنوب، وبإشراف مباشر من أمانة المنطقة.