أكد رئيس مركز الشارقة الإعلامي سلطان بن أحمد القاسمي أن «أهمية الاتصال الحكومي تزداد في أوقات الأزمات، خصوصاً في مثل هذه المرحلة التي تتسم بحساسيتها الشديدة، الأمر الذي بات يهدد مجمل العلاقات بأشكالها المختلفة، الرسمية والشعبية والداخلية والخارجية، من هنا يجب بلورة رسائل رسمية للاتصال تواكب تغيّرات الزمن وحاجات العصر، وتأخذ في الاعتبار صوت الجمهور، فتعكس همومه وتطلعاته، وتعمل على حل مشكلاته وتحدياته»، مشيراً إلى أن الدورة المقبلة من المنتدى تحمل شعار «نحو مجتمعات ترتقي»، و«الارتقاء الذي نتطلع عليه ليس أمراً شكلياً، ولكنه تطور نوعي في مفردات الحياة وتفاصيلها، بما يجعل الاتصال الحكومي قادراً على الاستجابة لتحديات كل مرحلة وما تحتاجه من عمل إعلامي اتصالي وآليات التواصل ورسائله المناسبة». وقال القاسمي ل«الحياة»: «لدينا طموح يتمثل في وجود اتصال حكومي فعّال وشامل، يتعامل مع التحديات كجملة متكاملة وغير منفصلة، بحيث يتمكن من صياغة رسائل شاملة وكاملة من دون إغفال لأية مشكلة مهما كانت صغيرة، لأن النظرة الواسعة إلى الأمور تساعد في تقديم صورة كاملة عن كيفية حلها، والتعامل مع الإشكالات الكامنة فيها، وتجعلنا أكثر قدرة على بث الرسائل التي تعالج جميع القضايا المهمة بشكل شفاف وواضح». وأوضح أن المنتدى منذ انطلاقته «ونحن نواكب ما يدور على الساحة المحلية والإقليمية والدولية من أحداث، ونتفاعل معها عبر ما نقدمه من جلسات نقاشية، وورش عمل، وفعاليات أخرى عدة، وبالتأكيد فإن الدورة المقبلة لن تكون استثناء عن هذه الحالية، وإنما ستكون على تماس كبير مع القضايا اليومية الحياتية بمختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية»، لافتاً إلى أن المنتدى «سيقدم في الدورة المقبلة: قضايا التنمية المستدامة في قطاعات الصحة والتعليم، وتحديات الحفاظ على الهوية الاجتماعية الوطنية في ظل العولمة والانفتاح بين الثقافات والحضارات، ومواجهة التطرف الفكري بمختلف منابته، وقضايا الأسرة والعائلة في المجتمعات العربية بشكل عام وفي دول الخليج العربي بشكل خاص. وسيبحث المؤتمر في التوظيف الأمثل للاتصال الحكومي لكي يتمكن من أداء دوره في معالجة التحديات التي قد تطرأ على هذه القضايا، وفي صياغة مفاهيم التنمية وتحويلها إلى ثقافة عامة لدى الجمهور ومن ثم تحديد مساراتها وحماية أهدافها». وأشار القاسمي إلى أن الحضور الفاعل والمؤثر لأية دولة على الساحة الدولية، «يحدد مستقبلها على خريطة العالم، ويرسم مكانتها على واقع الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ويعمل على إيجاد رأي عام مساند لها، وهو ما يزيد من فرص التعاون بين هذه الدولة وبقية دول العالم في تحقيق التنمية باعتبارها مطلباً أساسياً لشعوب الأرض كافة، وشرطاً مبدئياً لتحقيق الاستقرار والارتقاء بالمستوى الثقافي والاجتماعي، واجتثاث مسببات التطرف والأزمات، واستبدالها بواقع أكثر ملاءمة للعيش المشترك والاحترام المتبادل بين الحضارات والشعوب المختلفة». وقال إن المنتدى سيركز على استعراض التجارب الحكومية المحلية التي يمكن الاستفادة منها على صعيد الممارسات العالمية، «سنتناول تجارب مرتبطة بدور التعليم في بناء مجتمعات المعرفة، وسنبحث في كيفية مواجهة التطرف من خلال صناعة الثقافة الإنسانية، إلى جانب تسليط الضوء على ترويج الاتصال الحكومي للقضايا والقيم والإنسانية، ودوره في حماية التركيبة الاجتماعية. ومن المحاور الأخرى التي سنركز عليها موضوع إدارة الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية وكيفية تجنيد الجماهير لمشاركة الدولة في تقديم الدعم والعون اللازمين للمحتاجين، وسنبحث في العولمة وحماية الهوية الثقافية باعتبارها الحصن الذي يحافظ على النسيج المجتمعي، وسنفرد مساحات واسعة لمشاركة رواد مواقع التواصل الاجتماعي في القضايا الحيوية التي نواجهها اليوم».