كان النفط أمس يتجه صوب تكبد ثاني خسائره السنوية في جلسة التعاملات الأخيرة في 2015 حيث أدى ارتفاع قياسي في إنتاج منظمة «أوبك» إلى تخمة غير مسبوقة في المعروض العالمي قد يستغرق التخلص منها سنة أخرى. وتراجع خام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي عشرة سنتات إلى 36.50 دولار للبرميل بينما هبط خام القياس العالمي مزيج «برنت» أربعة سنتات إلى 36.42 دولار. ويتجه سعر «برنت» صوب ثالث خسائره السنوية بعدما أنهى عام 2013 على انخفاض طفيف وسجل هبوطاً حاداً في 2014 و2015. وأفاد مصرف «مورغان ستانلي» الأميركي في توقعاته للعام المقبل بأن النفط سيواجه أوضاعاً غير مواتية متنامية في 2016، مشيراً إلى استمرار الزيادة في الإمدادات العالمية المتاحة وتباطؤ الطلب كعوامل رئيسية لذلك. وأضاف: «سيظل الأمل باستعادة التوازن في 2016 يعاني من انتكاسات كبيرة». إلى ذلك، توقعت مصادر أن ترفع السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار معظم أنواع الخام التي تبيعها لآسيا في شباط (فبراير) مع ارتفاع خام دبي القياسي وهوامش النفتا القوية. وأظهر مسح شمل أربع شركات تكرير آسيوية أن من المتوقع أن يسجل سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف العالي الجودة أكبر زيادة هذا الشهر تقارب 70 سنتاً للبرميل، حيث يدر مزيداً من النفتا التي تحقق ربحية عالية. وأظهر المسح أن الخام العربي الخفيف السعودي قد يرتفع بواقع 15 إلى 60 سنتاً للبرميل. وتوقعت اثنتان من شركات التكرير التي شملها المسح أن يرتفع نحو 50 سنتاً للبرميل. وتتوقع شركات التكرير زيادات أقل في أسعار الخامين العربي المتوسط والعربي الثقيل حيث ظلت الإمدادات المنافسة من المنتجين الخليجيين الآخرين مثل العراق كبيرة في حين تستعد إيران الى زيادة صادراتها حالما ترفع عنها العقوبات. من جهة أخرى أعلنت شركة «بي بي» أنها أمرت بالإخلاء الكامل لمنصتها في حقل فالهول النفطي في بحر الشمال، بعدما كسرت سفينة كبيرة مرساتها وجنحت باتجاه المنشأة إثر عاصفة. وصدر في البداية أمر بإخلاء جزئي في وقت كانت الشركة تقدر ما إذا كانت السفينة تمثل تهديداً للمنشآت. وأكدت في وقت لاحق أنها قررت وقف الإنتاج في المنصة مع إخلائها بالكامل. وفي الهند أعلنت الحكومة أن «بترونت»، أكبر شركة مستوردة للغاز في البلد، ستشتري الغاز الطبيعي المسال من شركة «راس غاز» القطرية بسعر يعادل نحو نصف السعر الأصلي. وقال وزير النفط الهندي دارمندرا برادهان، إن خفض السعر سيساعد «بترونت» على توفير 40 بليون روبية (604.69 مليون دولار) سنوياً مضيفاً أن الشركة القطرية الموردة تنازلت عن الغرامة المتعلقة بشراء «بترونت» كميات أقل من المتعاقد عليها. وأشارت نيودلهي إلى أن «راس غاز» ستزود «بترونت» بالغاز الطبيعي المسال بسعر يتراوح بين ستة وسبعة دولارات لكل مليون وحدة حرارية قياسية، ما يمثل انخفاضاً كبيراً عن السعر السابق الذي كان يتراوح بين 12 و13 دولاراً.