بيّنت دراسة حديثة أنّ الأطفال يجيدون التعامل مع شاشات الأجهزة الذكية عند بلوغهم العامين، مشيرة إلى أن ذلك قد يكون مفيداً لتطورهم العقلي، شرط بقاء الأمر تحت إشراف الأهل. وأوضحت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الدراسة أجريت في مستشفى جامعة «كورك» الإيرلندية، وشملت 82 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 12 شهراً وثلاث سنوات، واعتمدت على بيانات قدمها الأبوان في استبيان. وأشارت النتائج إلى أن الأطفال يميلون إلى استخدام الأجهزة الذكية بعمر 12 شهراً، لكنهم يجيدون عمليات فتح وإغلاق قفل الشاشة، وعمليات الاختيار باللمس، وإيجاد ما يريدونه على الجهازعند عمر السنتين. وعلى رغم تحذيرات سابقة وجهها مسؤولو الصحة في خصوص تقضية الأطفال وقتاً طويلاً أمام الشاشات الذكية، رأت الدراسة أن استخدام الأجهزة الذكية يؤثر إيجاباً على التطور الفكري والحسي للطفل، لأن استخدامها يتطلب التفكير واللمس معاً، وهذا ما يجعلها مشابهة لأساليب اللعب التقليدي. ووجدت الدراسة أن 82 في المئة من الآباء المشاركين يملكون جهازاً ذكياً، يسمح 87 في المئة منهم لأطفالهم باستخدامه. وقال حوالى 50 في المئة من المشاركين إن أطفالهم يستطيعون فك قفل الشاشة، فيما كشف 91 في المئة أن بإمكان أطفالهم اختيار ما يريدون في الجهاز عبر خاصية اللمس، بينما بلغت نسبة الآباء الذين قالوا إن أطفالهم يستطيعون إجراء عملية بحث وإيجاد تطبيق أو خاصية معينة في الجهاز 64 في المئة. واعتبر الباحثون ان استخدام الأجهزة الذكية يوفر خاصية التفاعل، بسبب التطبيقات التي تعمل باللمس، وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً في وسائل الإعلام المرئي سابقاً. في المقابل، نبّهت الدراسة من وجود بعض المشاكل أمام استخدام الأطفال الصغار للأجهزة الذكية، مثل عدم وجود رقابة على جودة التطبيقات والألعاب المقدمة لهذه الفئة العمرية الصغيرة على الأجهزة الذكية، إذ لا يوجد جهة، حتى الآن، تقوم بتقييم مدى جودتها وسلامة استخدامها من قبل الأطفال دون الثلاثة أعوام، بالإضافة إلى أن مشكلة التفاعل السلبي للمُشاهد التي كانت موجودة في مشاهدة التلفاز، ما زالت موجودة هنا أيضاً، وإن كانت بنسب أقل، لذلك يجب أن يبقى استخدام الطفل للجهاز اللوحي او الهاتف الذكي تحت مراقبة شديدة من الأهل.