أكد السفير المصري لدى بغداد شريف شاهين أمس أن مصر والدول العربية لم تتأخر عن العراق ولم تغب عنه مطلقاً، وأن مصر تقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين والقوى السياسية، لافتاً إلى أن الوقت حان لاخراج العراق من طائلة الفصل السابع. وقال شاهين في حديث إلى «الحياة» إن «مصر تعمل جاهدة من أجل أن يستعيد العراق دوره الريادي على المستويين العربي والدولي»، عازياً ذلك الى أن «مصر تنظر الى العراق على أنه من الركائز الأساسية في العالم العربي، وأن أي غياب للعراق عن منظومة العمل العربي المشتركة، يفقدها الفاعلية المطلوبة». وأضاف أن «استهداف السفارة المصرية هو جزء من استهداف الوجود العربي والدولي في العراق، بهدف عزله عن المجتمع الدولي»، رافضاً الربط بين الاستهداف الأخير للسفارة واعدام تنظيم «القاعدة» للقائم بالأعمال المصري السابق ايهاب شريف عام 2005. وأكد أن «الاستهداف لم يكن استهدافاً خاصاً لمصر بل استهدافاً للوجود الديبلوماسي الدولي في العراق. وهذا الاستهداف لن يخيفنا بل سيحفزنا أكثر لدعم حكومة العراق وشعبه، ولن يؤثر في وجودنا أو في خططنا لتشجيع الشركات المصرية على المجيء إلى العراق». وكانت سيارات مفخخة استهدفت السفارتين المصرية والألمانية في حي المنصور غرب بغداد والسفارة الايرانية في منطقة كرادة مريم وسط بغداد الأحد قبل الماضي، ما أدى الى مقتل وإصابة عشرات من حراس السفارات ومن المدنيين. وتابع شاهين أن «مصر لم تتأخر عن العراق. صحيح أنه لم يكن هناك سفير، لكن البعثة الديبلوماسية المصرية كانت موجودة وتمارس عملها الطبيعي في العراق. وكان الأمر يتوقف فقط على وصول السفير لاستعادة دوره». وأوضح أنه «كانت هناك ارادة سياسية وقرار سياسي بأن يعود السفير في التوقيت المناسب. وعدنا في التوقيت المناسب. كما أن العلاقات بين البلدين وصلت الى حالة من النضج تحتاج معها إلى وجود سفير يتابعها ويرتقي بها إلى آفاق أرحب». وعن حوارات تشكيل الحكومة العراقية، قال السفير المصري لدى بغداد إن «التجربة الديموقراطية العراقية أفرزت نموذجاً خاصاً بالعراق». وأكد أن «مصر تقف على مسافة واحدة من كل الكتل السياسية العراقية ومن كل أطياف الشعب العراقي، ومسألة تشكيل الحكومة مسألة داخلية تخص الاطراف السياسية العراقية، ومصر لا تتدخل فيها بل ستحترم خيارات الشعب العراقي كيفما كانت». وأضاف أن «مصر تشجع كل الاطراف السياسية للوصول بالعملية السياسية الى بر الامان، والاسراع في تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب العراقي. ونحن ندعم أي حكومة يختارها العراقيون، لدعم منظومة العمل العربي المشترك ولمواجهة التحديات التي تواجه العرب ومنطقة الشرق الأوسط والعالم». وعن التدخل الايراني في الشأن الداخلي العراقي، أوضح شاهين أن «مصر لا تريد أن تهول (تضخم) من حجم هذا التدخل، لكن نرى أن من الافضل أن تتاح فرصة للعراقيين بأن يقرروا ما يرونه مناسباً لأنفسهم من دون أي تدخل أو ضغوط من أي جهة. ولا أقصد هنا الاشارة إلى طرف بعينه».