يرتبط المصوّر علي باقروان ببيئته حد التماهي، ويرى أن كل لحظة تمر في مجتمعه الصغير تستحق أن تخلَّد. بدأ ولعه بالتصوير مبكراً وحوّل هاتفه الجوال من «وسيلة» للثرثرة إلى عدسة كاميرا تلتقط الصور تترى من دون كلل، وتوثق كل ما يدور في المجتمع الحضرمي الغنيّ بالعادات والطقوس الاجتماعية. يقول باقروان ل «الحياة» إنه قرر في العام 2012 الإعلان عن نفسه كمصور محترف، واقتنى كاميرا رقمية حديثة متخلياً عن التصوير بالموبايل الذي يقول إنه منحه الكثير من الخبرة والحميمية في اختيار اللقطة المناسبة في اللحظة المناسبة. يتميز باقروان عن الكثير من المصورين الشباب في اليمن بإضفائه بصمة خاصة على تجربته الفنية، علماً أنه كرّس كل جهده لتوثيق يوميات الحياة الشعبية والاجتماعية في حضرموت (في شرق اليمن)، وهي البيئة الاجتماعية والطبيعية التي ساهمت في إثراء تجربته وتقديمه كمصور حضرمي كما يحلو له أن يعرف نفسه. ويعبّر عن امتنانه لمحيطة الثقافي والاجتماعي في حضرموت بالقول: «حضرموت هي الملهم الأول، لكونها غنية بالمآثر التاريخية العريقة والفن المعماري». لم يفرّط باقروان بأي لحظة وكانت عدسته رفيقه في حله وترحاله في أرجاء محافظته المترامية الأطراف. وعن أجمل اللحظات التي يعتقد أنه كان محظوظاً باقتناصها خلال رحلاته يقول: «صور حياة البادية الحضرمية وطبيعتها، وأبرزها طبيعة حياة الأطفال فيها وتوثيق بعض ألعابهم المختلفة عن ألعاب أطفال العالم». جذبت البيئة الحضرمية التي تتميز بتنوع بين البحر والجبل والصحراء والوادي الكثير من المصورين والرحالة منذ وقت طويل. وتعود أقدم الصور التي توثق العديد من مظاهر الحياة الاجتماعية في حضرموت إلى فترة مبكرة يعتبرها البعض جزءاً مهماً من تاريخ التصوير الفوتوغرافي في حضرموت. وعن ذلك يقول باقروان: «بدأ التصوير في حضرموت على أيدي مصورين غربيين من أشهرهم فان در مولن ورفيقه فيسمان، ثمّ هيرش وفريا ستارك الرحّالة. ومن أول من التقط صوراً كانت زوجة الرحالة البريطاني ثيودور عام 1897. لكن أهم من وثق الحياة العمرانية والاجتماعية والسياسية والفنية لحضرموت هو شيخ المصورين أحمد عبد الله باجنيد الذي يوصف بأنه أول من استخدم تقنية التصوير بأفلام السلايد على مستوى اليمن والجزيرة العربية».