انضم خمسة منشقين صحراويين من جبهة بوليساريو إلى قائمة جديدة تشمل أكثر من مئة شخص عادوا في الأيام الأخيرة إلى المغرب، في سابقة من نوعها كون غالبيتهم من الشباب الذين وُلدوا في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر. وذكرت مصادر رسمية في العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية، أن مقاتلين في صفوف الجبهة كانوا ضمن قوافل العائدين. وصرّح محجوب مصطفى أحمد بابا، وهو عسكري سابق، بأن الأوضاع في المخيمات «مرعبة» ولا يمكن أحداً تحملها. ووجّه نداء إلى رفاقه في الجبهة للعودة الطوعية، مؤكداً أن لا مستقبل لهم «خارج الوحدة»، فيما عبّر حسن أحمد امبيرك عن فرحته ب «استعادة حريته». وقالت المنشقة خديجاتو محمد عندالله إنها «أكثر سعادة» لالتحاقها بذويها في المحافظات الصحراوية. إلى ذلك، صرح أحد شيوخ القبائل الصحراوية عبدي ولد سلامة بأن هذه العودة مكّنت منتسبين إلى قبيلة الركيبات من إحياء صلة الرحم مع ذويهم. ولاحظت المصادر أنها المرة الأولى التي تحدث فيها انشقاقات بهذه الكثافة في ظرف وجيز، بخاصة في أوساط الشباب الصحراويين، فقد اقتصرت العودة في وقت سابق على قياديين بارزين أمثال القائد العسكري أيوب الحبيب الذي خاض معارك ضد القوات المغربية قبل سريان مفعول وقف النار في مطلع 1991، وعمر الحضرمي المسؤول السابق في استخبارات بوليساريو، وابراهيم حكيم وزير خارجية «الجمهورية الصحراوية»، وغيرهم من الكوادر العسكرية والقيادات السياسية فاقت أعدادها أكثر من أربعة آلاف شخص. وكان آخر المنشقين أحمدو ولد سويلم المستشار السابق لدى زعيم بوليساريو محمد عبدالعزيز. وكان جدل أثير حول اقتراح المغرب تعيينه سفيراً في مدريد. لكن الخارجية الإسبانية قبلت ذلك «على مضض» بحسب أوساط إسبانية متشددة، فيما نفت مصادر في الرباط أن يكون قرار تعيينه الذي لم يدخل بعد حيّز التنفيذ تسبب في أزمة بين الرباطومدريد. ورأت أوساط في تزايد أعداد المنشقين عن بوليساريو انه يأتي بمثابة رد على تحركات ما يعرف ب «بوليساريو الداخل» بخاصة في ضوء قيام نشطاء صحراويين مقيمين في المغرب بزيارات متتالية الى مخيمات تندوف. وباستثاء المجموعة الأولى التي تُعرف ب «جماعة التامك» التي يواجه أعضاؤها الستة الاعتقال في انتظار إحالتهم على محكمة عسكرية بتهمة «التخابر مع جهة عدو»، فإن بقية النشطاء لم يخضعوا لأي متابعات. إلا ان أعداداً كبيرة من سكان مدينة العيون اعتصموا قبل بضعة أيام أمام مطار الحسن الأول «احتجاجاً على زيارات اولئك النشطاء الى مخيمات تندوف»، ما ينذر بمخاطر صراعات أهلية. الى ذلك، توقعت أوساط ديبلوماسية أن يخلص مجلس الأمن الدولي إلى معاودة حض اطراف نزاع الصحراء على استئناف المفاوضات «بحسن نية ومن دون شروط مسبقة»، على رغم استمرار التباعد الحاصل في المواقف. ورأت المصادر ذاتها أن الفجوة تزيد اتساعاً بين المغرب والجزائر، بخاصة في ضوء إبعاد الأخيرة المغرب عن المشاركة في مؤتمرات إقليمية ديبلوماسية وعسكرية واستخباراتية لدرس تطورات الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل جنوب الصحراء، ما يزيد في صعوبات جهود الموفد الدولي كريستوفر روس الذي كان دعا الأطراف إلى التعاون لإحراز التقدم المطلوب.