عاد الهدوء أمس إلى مدينة أجاكسيو في جزيرة كورسيكا الفرنسية، حيث انتشر عدد من رجال الشرطة، غداة إقدام متظاهرين على تخريب قاعة صلاة للمسلمين وحاولوا إحراق مصاحف، ما أثار موجة تنديدات. تزامناً، أعلنت الشرطة النمسوية، أن «جهاز استخبارات صديقاً» حذّر عواصم أوروبية من هجوم محتمل لإطلاق نار أو تفجير قبل مطلع العام الجديد. كما تحقّق الشرطة في حريق مشبوه نشب أول من أمس، في مسجد بهيوستن جنوبالولاياتالمتحدة، من دون أن يصاب أحد بأذى. وأعلن تنظيم «داعش» أمس، مسؤوليته عن تفجير استهدف مسجداً للطائفة الأحمدية في بنغلادش، قتل منفّذه وجرح ثلاثة أشخاص آخرين. وكان تصاعد التوتر في أجاكسيو يوم عيد الميلاد (أول من أمس) بعدما جرح رجلا إطفاء وشرطي في حدائق «لامبيرور»، أحد الأحياء الشعبية في المدينة، إثر وقوعهم في مكمن نصبه شبان ملثمون، وفق ما أفادت به السلطات. وقال مسؤولون في بيان، إن حوالى 150 شخصاً تجمّعوا بعد ظهر الجمعة أمام مركز الشرطة في عاصمة الجزيرة لإظهار الدعم للشرطة ورجال الإطفاء. لكن حشداً يقارب 600 شخص خرق التظاهرة، وأدّى إلى وقوع أعمال عنف. وأطلق بعضهم هتافات بالكورسيكية «ارابي فورا» (العرب خارجاً) و»هذه ديارنا». ووفق مساعد المحافظ فرنسوا لالان، هاجمت مجموعة قاعة صلاة للمسلمين في مكان قريب وحطّمت النوافذ ودخلت مكان العبادة، ونهبته وأحرقت كتباً بينها نسخ من القرآن. وقال لالان أن «50 كتاب صلاة ألقيت في الشارع»، لافتاً إلى إحراق بعض صفحاتها. وأوضح أن الشرطة ستبقى متواجدة في الحي السكني، مع تواجد أمني في محيط دور العبادة الإسلامية في أجاكسيو. كما سترسل تعزيزات في الأيام المقبلة. وكتب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تغريدة «بعد الاعتداء غير المقبول على إطفائيين، (يأتي) تدنيس غير مقبول لمكان صلاة للمسلمين. (يجب) احترام القانون الجمهوري». من جانبه، قال وزير الداخلية برنار كازنوف: «إن أعمال العنف غير المقبولة هذه على خلفية عنصرية وكراهية للأجانب، لا يمكن أن تبقى من دون عقاب طالما أنها تمس من قيم الجمهورية». وأعلن رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنور كبيبش أنه أخذ علماً بالهجوم على المسجد وإحراق «نسخ من القرآن» ب»ألم». وتعهّدت السلطات المحلية ومحافظ كورسيكا كريستوف ميرماند باعتقال أولئك المسؤولين عن نشر العنف على مدى يومين في الجزيرة المتوسطية. وقال: «إن الوسائل كلها سخّرت» للعثور على المعتدين (ليل الخميس – الجمعة)، معتبراً أن «تهديدات هذا المساء (الجمعة) غير مقبولة». وندد المرصد الوطني لمناهضة كراهية الإسلام التابع للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي بشدة بهذه الأحداث التي وقعت «في يوم صلاة للمسلمين وللمسيحيين»، في إشارة إلى مصادفة عيد ميلاد السيد المسيح في اليوم ذاته للاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وتأتي أعمال العنف هذه وسط إجراءات أمنية مشددة في فرنسا، تبعت الاعتداءات الدامية التي ضربت باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً. وقال دليل أبو بكر عمدة مسجد باريس في تصريح لقناة «بي أف أم» الإخبارية الفرنسية: «نشعر بالفزع والحزن» موجّهاً نداء «للهدوء وضبط النفس». يذكر أنه خلال انتخابات المناطق الأخيرة قبل أسبوعين، حققت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرّفة المعادية للمهاجرين نتائج لا سابق لها في الجولة الأولى من الانتخابات. كما فاز القوميون للمرة الأولى بإدارة كورسيكا. «إحباط هجوم» في سراييفو على صعيد آخر، أكّد مدعٍ بوسني مكلّف قضايا الإرهاب توقيف «إسلاميين» كانوا يخططون لشنّ هجوم في سراييفو بمناسبة أعياد نهاية السنة وقتل «مئات الأشخاص» وفق ما نقلته عنه قناة التلفزيون الحكومية. وأعتقل 11 إسلامياً مفترضاً بينهم دعاة متشددون، الثلثاء الماضي في مناطق عدة في سراييفو في عملية للشرطة. وأذاعت قناة «آر تي آر أس» أن محكمة في سراييفو أمرت أول من أمس بتوقيف 8 من المشبوهين ال11 لمدة 30 يوماً. ونقلت القناة عن المدعي دوبرافكو كامبارا قوله خلال جلسة استماع أمام هذه المحكمة، أن المجموعة كانت تنوي تنفيذ «عمل إرهابي خلال أعياد نهاية السنة. هم هددوا بشن هجوم بالمتفجرات لقتل مئات الأشخاص». لكن محامي المشبوهين وصفوا اتهامات النيابة بأنها «مهزلة»، مؤكّدين أن موكليهم «لم يقوموا سوى بممارسة شعائرهم». وبحسب النيابة كان المتهمون يتجمّعون للصلاة في ضاحية سراييفو في منزل استأجروه. وعممت على الصحافة بعد اعتقالهم صورة لهذه القاعة ظهر فيها علم «داعش». كما أشارت إلى العثور «على أدلّة مادية لها علاقة بهيكليات التنظيم». في المقابل، أوضح المدعي أنه لم يعثر على متفجرات أثناء العملية. ونفّذت العملية في أحياء في سراييفو خصوصاً رايلوفاتش، حيث قتل عسكريان بوسنيان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في هجوم بسلاح رشاش نفّذه إسلامي أقدم لاحقاً على الانتحار. رفض صيني أوردت مجلة «لوبس» الإخبارية الفرنسية الأسبوعية إن الصين ستجبر مراسلتها أورسولا غوتييه على الرحيل، بعد أن انتقدت معاملة بكين للويغور المسلمين. وتنتهي صلاحية تأشيرة السفر الصحافية لغوتييه في 31 الجاري، ورفضت بكين تمديدها قائلة إن تقريراً كتبته غوتييه نشر في 18 تشرين الثاني، يدعم أعمال العنف التي يقوم بها الويغور، وتعتبرها الصين أعمالاً إرهابية. وجاء فيه إن «بكين استغلت هجمات باريس لتبرير حملات ضد شعب الويغور في إقليم شينجيانغ (شمال غرب)». كما أوردت «لوبس» إن غوتييه تلقت تهديدات بالقتل بعد نشر مقالها. وقال لو قانغ، ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية عبر موقعها الإلكتروني، إن المقال «يدعم صراحة النشاط الإرهابي وقتل الأبرياء وأثار غضب الصينيين». وزاد أنه لا يمكن لغوتييه العمل في الصين لأنها لم تتقدّم باعتذار علني. وكتبت المجلة الفرنسية في افتتاحيتها أن رفض الصين تمديد تأشيرة العمل الخاصة بغوتييه يمثل «واقعة خطيرة» في الوقت الذي تعزز باريسوبكين علاقاتهما الاقتصادية والثقافية والديبلوماسية. وأصدرت الخارجية الفرنسية بياناً مقتضباً أول من أمس عبّرت فيه عن أسفها لعدم تمديد تأشيرة غوتييه.