وصف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الملتقيات والندوات بالظاهرة السعودية الخاصة، مشيراً إلى أن تحول مدينة الرياض، بسبب هذه الفعاليات الثقافية والفنية، إلى مدينة كبرى «تسعى لإشباع حاجة الناس عبر توفير المباهج بين أيديهم»، وهو ما عده العصب الرئيسي للمدن الكبرى، «وهو ما يؤهلها لصناعة الثقافة للرقي بالوطن والمواطن». وأشاد خوجة، في حفلة افتتاح الدورة الثالثة من «ملتقى النقد»، الذي ينظمه نادي الرياض الأدبي ويشارك فيه عدد كبير من الباحثين في مركز الملك فهد الثقافي، بالدكتور سعد البازعي، الشخصية المكرمة لهذا العام، مشدداً على استحقاقه للتكريم، «نظير ما قدمه للساحة الثقافية من عطاء متواصل ومثير للمشهد». واعتبر رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي رعاية وزير الثقافة والإعلام «دعماً كبيراً للأندية الأدبية، التي لا تزال بحاجة إلى تضافر للجهود»، مشيراً إلى أن وجود «تنسيق غير مرئي بين الأندية في تنظيم المتلقيات، حتى لا يتعارض أحدها مع الآخر»، لافتاً إلى أن هذه الملتقيات «هي المسار العلمي لهذه الأندية، إضافة إلى ما تقدمه من أنشطة منبرية». وقال الوشمي إن النادي «يسعي لحشد الجهود وذلك عبر أكثر من مسار، وما فتح قناة خاصة لنادي في الموقع الشهير «اليوتيوب» وكذلك صفحة على «الفيس بوك» وكذلك بناء شركات متعددة مع الجامعات وبعض المؤسسات الأخرى، إلا شيء قليل مما يسعى النادي إلى تحقيقه»، متوقفاً في كلمته، عند البازعي، واصفا إياه ب»المثقف والناقد الذي يسعد النادي بتكريمه لما قدمه من عطاء مميز». وقدم الوشمي شكره لإبراهيم الزويد، الذي رعى بعض فعاليات هذا الملتقى، واصفاً تلك الخطوة بالمهمة. كما ثمن لوكيل وزارة الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز السبيل مشاركته في إحدى ندوات الملتقى، «وهو من عاصرَ بدايته وقدم له الشيء الكثير». وتطرق الدكتور سعد البازعي، في كلمته، إلى بداياته وعلاقته بالنادي الأدبي في الرياض، قبل نحو 25 سنة، وكيف أنها كانت مشحونة بسبب تيار الحداثة وما أطلق عليه حملة التعريف بالأدب الجديد. ثم تحدث عن علاقة المثقف بالمؤسسة والتي تمنى أن تصبح علاقة جدية «بدلاً من الحذر والتوجس بين الطرفين»، كما طالب الأندية ب«ضرورة تقويم أدائها والسعي إلى مواجهة ذاتها، سواء بقية على حالها أم تغيرت»، ولا سيما أنه يرى أنها ما زالت لم تقوّم نفسها حتى الآن. ووصفت الدكتورة وفاء السبيل، في كلمة قدمتها نيابة عن المثقفين والمثقفات، الملتقى ب«العلامة البارزة منذ دورته الأولى» مشيرة إلى أنه تحول إلى «حدث دوري يستحق الثناء». وطالبت السبيل بألا يرتبط الفعل الثقافي بالأفراد، «الذين إن ذهبوا يخبو العمل ويقل العطاء الثقافي، ويتحول إلى ردود أفعال، بل يجب أن يكون مدروساً ومخططاً له، ويعتمد على العمل المؤسسي الجمعي». وفي ختام الحفلة كرم الدكتور خوجة كلاً من الدكتور سعد البازعي، وكذلك راعي فعاليات الملتقى إبراهيم الزويد. كما وزع على الحضور كتاب «نقد الشعر السعودي: قراءة أولى ونماذج مختارة» لفهد محمد الشريف.