تصاعد التوتر السياسي بين «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم في السودان والقوى المعارضة المقاطعة للانتخابات قبل يوم من نهاية الاقتراع الرئاسي والبرلماني والإقليمي. وشرع الحزب الحاكم في الإعداد للاحتفال ب «اكتساح» الانتخابات، فيما بدت ملامح المرحلة السياسية الجديدة في الظهور. وفتر الحماس في اليوم الثالث للانتخابات وتراجع الإقبال على صناديق الاقتراع. وقدر بعض المراقبين أن نسبة التصويت وصلت إلى 60 في المئة، فيما قال مصدر في غرفة انتخابات الحزب الحاكم ل «الحياة» إن «الرئيس عمر البشير سيفوز بفارق كبير على منافسيه، كما أن الحزب سيفوز بغالبية مقاعد البرلمان المخصصة لشمال البلاد وحكام الولايات ال 15 في الشمال». وأضاف أن حزبه شرع في «الإعداد للاحتفال بالفوز»، موضحاً أن البشير بدأ يدرس تشكيل حكومته الجديدة. وتوقع «أن تختفي وجوه ظلت تتقلب في الوزارة 20 عاماً»، وان يتجه الرئيس إلى «تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة». ورجح مراقبون أن يتحالف الحزب الحاكم مع قوى سياسية جديدة، إلى جانب حلفائه السابقين من المجموعات الصغيرة التي كانت تشارك في السلطة. وتوقعوا أن يقود «حزب المؤتمر الشعبي» بزعامة الدكتور حسن الترابي المعارضة من داخل البرلمان، فيما ستنتظر أحزاب المعارضة التي قاطعت الانتخابات استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر العام المقبل، والذي يرجح أن يقود إلى الانفصال، ما يتيح اجراء انتخابات مبكرة في الشمال. وطالبت قوى معارضة تشارك في الانتخابات المفوضية القومية بوقف الاقتراع حتى تتمكن من معالجة الاخطاء وتصحيح عملها، وهددت بمقاطعة العملية في حال عدم الاستجابة لمطالبها. وسلمت أحزاب «الاتحادي الديموقراطي» و «المؤتمر الشعبي» و «التحالف السوداني الديموقراطي» و «المؤتمر السوداني»، المفوضية مذكرة تتضمن «خروقات وعمليات تزوير كبيرة» صاحبت الانتخابات، واعتبرت تمديد الاقتراع ليومين غير مقبول. وقال رئيس «حزب الأمة - الإصلاح والتجديد» مبارك الفاضل الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية إن «العملية الانتخابية انهارت لأنها لم تستند إلى الشفافية كي تتحقق النزاهة». ورأى أن الارتباك الذي حدث «كان مخططاً لتوفير فرصة أكبر للتزوير»، مطالباً ب «إنهاء الفوضى» وإجراء انتخابات جديدة قبل نهاية العام. وأعرب الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات ورئيسة بعثة المراقبين الأوروبيين فيرونيك دي كيسير عن ارتياحهما الى تمديد الانتخابات، نظراً إلى الصعوبات التي سجلت خلال أول يومين من التصويت، فيما أكد مبعوث الجامعة العربية في السودان رئيس بعثتها لمراقبة الانتخابات السفير صلاح حليمة أن العملية الانتخابية «سارت في شكل جيد». لكن «الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات» كشفت تجاوزات صاحبت عملية الاقتراع في يومها الثالث في بعض الولايات. وقال الناطق باسم الشبكة طارق مبارك مجذوب في مؤتمر صحافي إنها «رصدت جملة من الملاحظات»، لكنها «لا تشكل أي مساس بنزاهة العملية الانتخابية».