لم تتوقف معاناة احمد العامري عند إصابته بمرض عضال، «سرطان الغدد الليمفاوية»، بل تجاوزته إلى أبعد من ذلك، إذ أسهمت معركته مع المرض في تعطيل حصوله على الجنسية السعودية.وعلى رغم أن العامري استطاع التغلب على شروط الحصول على الجنسية قبل مرضه من خلال معاملته في إدارة الأحوال في المنطقة الشرقية، إلا أن امتناعه عن المراجعة أثناء فترة علاجه في مركز الأورام التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض لمدة ثلاثة سنوات، أسهم في ضياع أوراق معاملته. ويقول العامري ل«الحياة»: «ترجع أصولي إلى منطقة عروق الشيبة على حدود الإمارات، وغالبية سكان تلك المنطقة «بدون» ومنهم والدي الذي انتقل إلى محافظة تربة للعمل هنالك». ويضيف: «توفي والدي في عام 1408ه ولم يكن قد حصل على الجنسية السعودية، وبدأت في إجراءاتها منذ ذلك الوقت إذ انتقلت مع والدتي إلى المنطقة الشرقية»، مشيراً إلى أنه في عام 1410ه أصيب بمرض السرطان في الغدد الليمفاوية وحصل وقتها على أمر من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بالعلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض واستخراج بطاقة أحوال له. ويتابع: «كانت رحلة العلاج شاقة وطويلة ولم استطع خلالها مراجعة إدارة الأحوال في المنطقة الشرقية لتواجدي في الرياض للعلاج». وبحسب العامري استأنف معاملته الخاصة بالحصول على الجنسية في أحوال المنطقة الشرقية بعد انتهاء فترة علاجه وشفائه من مرض السرطان، «في تلك الفترة تم تحويل معاملات «البدون» إلى إدارة الأحوال في منطقة نجران، التي طلبت ملف المعاملة، وللأسف عندما أعيدت إلى إدارة الأحوال في المنطقة الشرقية ابلغني المسؤولون هناك عن وجود رقم لملف المعاملة ولكن الملف اختفى». تجددت معاناة العامري منذ ذلك الحين، خصوصاً أن عدم حصوله على بطاقة الأحوال أسهم في عدم ازدياد وضعه المالي سوءاً فهو عاطل عن العمل، إضافة إلى عدم قدرته على التنقل باعتبار انه مجهول الهوية. كما شملت تلك المعاناة أبناءه الأربعة الذي حرموا من الدراسة بسبب عدم وجود إثبات الهوية، «أنا فاقد الهوية وجميع أمور حياتي معطلة فلا استطيع مراجعة أية إدارة حكومية خصوصاً وزارة الداخلية والإمارة للنظر في قضيتي لأنني لا أحمل إثبات هوية». وناشد العامري المسئولين في إدارة الأحوال المدنية وإمارة المنطقة الشرقية النظر في معاناته ومعاناة أسرته.