كشف مصدر في لجنة التحقيق، التي وجه بتشكيلها أمير منطقة جازان محمد بن ناصر، في حادثة الحريق التي شهدها مستشفى جازان العام فجر أول من أمس، أن هناك عازل من الفلّين الإسفنجي في الأسقف بين الصبات الخرسانية، ساعد في انتشار الحريق بسرعة فائقة، إضافة إلى أنابيب الأوكسجين التي تم تمديدها في السقف، وكان الفراغ بينها وبين الأسقف المستعارة (الاسترونق) نحو متر، ما أدى إلى انتشار الدخان من طريقه، ودخوله إلى الغرف الأخرى عبر فتحات التكييف. وبين أنهم وجدوا الشبابيك من دون مساكات للسحب. وكانت وزارة الصحة أكدت أن جميع الوفيات والإصابات الناجمة عن الحادثة (25 متوفى و123 إصابة) نجمت عن استنشاق الدخان. وكانت لجان عدة باشرت مهمات التحقيق في موقع الحريق الذي نشب في مستشفى جازان العام، وطاول أقسام الحضانة والعناية المركزة والنساء والولادة. في حين ذكر المدير الطبي في مستشفى العميس أن عدد الإصابات المتبقية هو 59 حالة فقط، والبقية خرجوا من المستشفيات، وهم بحال جيدة، فيما الحالات المتبقية في تحسن دائم، مشيراً إلى أن معظم الحالات كانت منومة في مستشفى جازان من قبل، ولم يكونوا ضمن من أصيبوا في حادثة الحريق. بدوره، قال الشاب وليد زيدان، الذي أنقذ ثلاث حالات في مستشفى جازان العام فجر الحادثة، إنه أثناء مروره بجوار المستشفى شاهد النيران تتصاعد، فهرع إلى الموقع، وشاهد المنقذين من فرق الدفاع المدني، ودخل من إحدى النوافذ مستغلاً وجود المنقذين داخل المستشفى لعملية الإنقاذ، حتى لا يمنعوه من الدخول، مشيراً إلى أنه وقت دخوله من شباك الدور الثاني بواسطة السلم وجد ثلاثة أشخاص على قيد الحياة، وسحبهم إلى الشباك إلى أن أوصلهم إلى بداية السلم. وقام شبان بالتعاون مع فرق الدفاع المدني بإنزالهم إلى الأرض. وأشار زيدان إلى أنه وصل إلى حالة رابعة، وكانت الأجواء مظلمة وملبدة بالدخان، وكان على الأرض، فحاول سحبه إلى قرب الشباك، وساعده منقذو الدفاع المدني في إخراجه، ولم يكن متوفياً بل كان يتنفس وهذا ما أكد لي حياته. في حين قال المقيم علي دوم ل«الحياة»: «كنت بالقرب من المستشفى متجهاً إلى منزلي، وشاهدت فرق الدفاع المدني يكسرون النوافذ لإخراج المصابين، فصعدت معهم، وساعدتهم في تكسير النوافذ والزجاج إلى أن تسربت كميات من الدخان إلى الخارج، واستطاع المنقذون إخراج المحتجزين من تلك النوافذ».