تعليقاً على استمرار توافد الزعماء العراقيين الى المملكة العربية السعودية، في اطار الانفتاح على العالم العربي، أبدى عدد من السياسين ارتياحاً إلى ما اعتبروه «عودة العراق الى محيطه». ورأى آخرون ان الزيارت يجب ان تكون «منسقة في إطار السياسة الخارجية للبلاد»، فيما انتقد ائتلاف رئيس الوزراء نوري المالكي استثناءه من تلك الزيارات. وكانت الزيارات للسعوية بدأت بزيارة رئيس القائمة «العراقية» اياد علاوي قبل الانتخابات، ثم وفد من التيار الصدري، وبعده رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، فيما وصل امس رئيس «المجلس الاعلى» عمار الحكيم الى الرياض التي تنتظر ايضاً نائب الرئيس طارق الهاشمي. وقال المستشار الإعلامي في «المجلس الأعلى» باسم العوادي ل «الحياة» ان زيارة الحكيم، جاءت «تلبية لدعوة رسمية من العاهل السعودي». وأوضح أنها «تندرج ضمن دعوات الرياض لمسؤولين وقادة سياسيين عراقيين». وأشار إلى أن الهدف هو «تبادل وجهات النظر، ونقل رؤية الائتلاف الوطني للواقع السياسي العراقي إلى الجانب السعودي». واعتبر القيادي في «القائمة العراقية» اسامة النجيفي الزيارات «محاولة لإعادة الدور العربي إلى العراق»، مشيراً إلى تصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن بلاده «تقف على مسافة واحدة من جميع القوى العراقية»، وهذا الكلام «تعزيز لعروبة العراق وخلق جو ايجابي لكل الاطراف السياسية العراقية». وأضاف أن «هناك مخاوف اقليمية وعربية من عودة الطائفية الى البلاد وزيارة القادة وزعماء الكتل هي لتطمين دول المنطقة وخلق حالة من التوازن في علاقات العراق مع الإقليم المعني بالشأن العراقي». معتبراً ان السعودية تمثل «ثقلاً عربياً واقليمياً كبيراً يجب الانفتاح عليه». وأكد القيادي في «كتلة التحالف الكردستاني» سعدي البرزنجي أن «كلام العاهل السعودي على وقوف بلاده على مسافة واحدة من جميع القوى العراقية هي محاولة للتفاعل الايجابي مع العراق». وأشار الى ان «تزامن زيارة مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية للسعودية مع زيارة طالباني ومناقشته وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في الوضع في العراق نابع من اهتمام دول الجوار في الشأن العراقي». ودعا «السياسيين العراقيين إلى ترجيح مصلحة البلاد والاستفادة من العناصر الايجابية خلال اتصالاتهم مع دول الجوار»، مبيناً أن «الحديث عن تشكيل الحكومة يجب أن يكون داخل البلاد لأنها مسألة عراقية، واقتصار الاتصالات مع دول الجوار على استمرار وتوطيد هذه العلاقات كما حدث مع زيارة طالباني». وقال القيادي في «ائتلاف وحدة العراق» محمد السامرائي، ان الزيارات التي يقوم بها السياسيون الى الخارج اصبحت عرفاً لاستشعار توجهات هذه الدول. وعن الاستعانة بالمرجعيات الدينية واللجوء اليها لحل الخلافات حول تشكيل الحكومة قال السامرائي ل «الحياة» ان ذلك «ليس دليل ضعف السياسيين، فالجميع يعلم ان رجال الدين كانوا وما زالوا صمام امان للوضع وهم الاقرب للشعب». من جهتها، أبدت كتلة المالكي استغرابها لعدم دعوة رئيسها لزيارة المملكة العربية السعودية، وأبدى القيادي في الكتلة علي الاديب استعداده لزيارة الرياض. وقال القيادي في «دولة القانون» والمقرب من رئيس الوزراء عبد الهادي الحساني ل «الحياة» ان «كل الزيارات لدول المنطقة يجب ان تكون في إطار السياسة الخارجية التي ترسمها الحكومة وتنفذها وزارة الخارجية حصراً»، مشيراً الى ان «زيارة طالباني للسعودية وحدها كانت ضمن هذا الاطار، اما زيارات الكتل فلم تاتِ بتنسيق او اذن من مصدر القرار». وأضاف: «نعتقد بأن الحكومة وحدها تستطيع اقامة علاقات مع دول الجوار اما اذا كان قادة الكتل يبحثون في امر آخر مثل تشكيل الحكومة ومستبقل البلاد فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً ويعد تدخلاً في الشان الداخلي للعراق».