بدأت أمس احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد المجيد في بيت لحم مع وصول موكب بطريرك اللاتين قبل قداس منتصف الليل التقليدي، على خلفية اعمال عنف دامية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، إذ استشهد اربعة شبان برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال سلسلة هجمات ومواجهات، في وقت أثارت لقطات لمتطرفين يهود يستهزئون بضحايا حادث حرق رضيع فلسطيني موجة من الغضب. ففي مخيم قلنديا شمال القدس، استشهد الشاب بلال زايد (23 سنة) اثر اصابته بعيار ناري في الرأس خلال مواجهات شهدها المخيم عقب قيام قوة من جيش الاحتلال الاسرائيلي باقتحامه. وأصيب في المواجهات التي شهدها المخيم عدد من الشبان، إصابة بعضهم خطيرة. وفي وقت سابق، استشهد شاب من المخيم برصاص الجيش الاسرائيلي عقب قيامه بمحاولة دهس جندي اسرائيلي على حاجز عسكري قرب مدينة رام الله، وفق ما أعلنت السلطات الاسرائيلية. وأعلنت وزارة الصحة ان الشهيد هو وسام أبو غويلة، واستشهد على حاجز «جبع» العسكري على المدخل الشرقي لمنطقة رام الله. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان وسام أصيب بأكثر من 30 عياراً نارياً، مضيفة ان الجنود اطلقوا النار عليه لدى محاولته دهس جندي يقف على الحاجز بسيارته. وفي سلفيت شمال الضفة، استشهد الشاب محمد زهران (23 سنة) من بلدة كفر الديك قرب مستوطنة «آرئيل». وأعلنت سلطات الاحتلال ان الجنود اطلقوا النار عليه بعد ان طعن اثنين من حراس المستوطنة. وفي الخليل جنوب الضفة، استشهد الشاب اياد ادعيسات (25 سنة) برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي قرب مفرق الفحص في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل. وقالت السلطات ايضاً انه حاول طعن جنود ومستوطنين. وباستشهاد الأربعة، ارتفعت حصيلة شهداء الهبّة الشعبية المتواصلة منذ مطلع تشرين الاول (أكتوبر) الى 135 شهيداً، بينهم 26 طفلاً وطفلة، و6 سيدات. احتفاء بحرق رضيع في غضون ذلك، أثارت لقطات لمتطرفين يهود يستهزئون بقتل رضيع فلسطيني حرقاً، موجة من الغضب، في وقت اعتبر بعض أعضاء اليمين المتطرف في تسريب الفيديو محاولة محتملة لتبرير أساليب صارمة في التحقيق مع المشتبه بهم في الواقعة. وكان الرضيع علي دوابشة وأمه وأبوه لاقوا حتفهم بعد إحراق منزلهم في قرية دوما في الضفة في تموز (يوليو) الماضي بأيدي متطرفين يهود تم اعتقالهم والتحقيق معهم. وبثت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي اللقطات في وقت متقدم من مساء الأربعاء - الخميس، وظهرت فيها مجموعة أشخاص في حفلة زفاف وأحدهم يرقص فرحاً، ويطعن صورة للرضيع الفلسطيني علي دوابشة الذي كان يبلغ من العمر 18 شهراً، فيما يلوح الآخرون بالبنادق والسكاكين وقنبلة حارقة على ما يبدو. وعلى رغم تلميح إسرائيل إلى قرب توجيه الاتهامات في قضية دوما، اتهم بعض محامي المشتبه بهم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بمحاولة انتزاع الاعترافات من المشتبه بهم تحت وطأة التعذيب. ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن أساليب «شين بيت»، ووصفها بأنها قانونية، وقال إن فيديو الزفاف دليل على الحاجة لبذل كل الجهود لكبح جماح اليهود المتطرفين الذين يقومون بأعمال عنف. وأضاف في بيان: «إن اللقطات الصادمة التي أذيعت... تظهر الوجه الحقيقي لمجموعة تمثل خطراً على المجتمع اليهودي وأمن إسرائيل. لسنا مستعدين لتقبل أشخاص يرفضون قوانين الدولة ولا يعتبرون أنفسهم خاضعين لها. تؤكد الصور أهمية وجود وكالة أمن إسرائيلية (شين بيت) قوية لأمننا جميعاً». وعبر أعضاء في حكومة نتانياهو الائتلافية عن إدانة مماثلة للفيديو، لكن نائباً يمينياً متطرفاً حليفاً له اعترض. وقال بتسلئيل سموتريتش الذي ينتمي إلى حزب «البيت اليهودي»، وهو شريك قوي لحزب «ليكود»، إنه يشكك في تسريب فيديو الزفاف الذي قالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن محققين تابعين للدولة حصلوا عليه. وأضاف لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «أخشى أن يكون أحد في المؤسسة الأمنية سرب هذا المقطع في هذا الوقت لمحاولة إضفاء الشرعية على أساليب الاستجواب الكريهة هذه التي تشمل في ما يبدو الاستخدام غير المقبول للعنف ضد أشخاص من هذه المجموعة». وذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها تحقق في ما إذا كانت هذه التصرفات أثناء حفلة الزفاف التي قالت القناة العاشرة إنها أقيمت في القدس الأسبوع الماضي، تمثل تحريضاً على العنف.