أثارت لقطات لمتطرفين يهود يستهزئون بقتل رضيع فلسطيني حرقا موجة من الغضب في إسرائيل لكن بعض أعضاء اليمين المتطرف رأوا في تسريب الفيديو محاولة محتملة لتبرير أساليب صارمة في التحقيق مع المشتبه بهم في الواقعة. وبثت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي اللقطات في وقت متأخر يوم الأربعاء وظهرت فيها مجموعة أشخاص في حفل للزفاف وأحدهم يرقص فرحا ويطعن صورة للرضيع الفلسطيني علي دوابشة الذي كان يبلغ من العمر 18 شهرا فيما يلوح الآخرون بالبنادق والسكاكين وقنبلة حارقة على ما يبدو. ولقي الرضيع وأمه وأبوه حتفهم بعد إحراق منزلهم في قرية دوما بالضفة الغربية المحتلة في يوليو تموز. ووصف مسؤولون إسرائيليون الواقعة بأنها "إرهاب يهودي". وساعد الاعتداء والتأخير في حل القضية رغم اعتقال عدة مشتبه بهم في إسرائيل على تفجر أسوأ أعمال عنف في المنطقة منذ سنوات. وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن فلسطينيا طعن حارسي أمن فأصابهما يوم الخميس قرب مستوطنة أرييل اليهودية بالضفة الغربية ثم قتل بالرصاص. وقال الجيش إن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيا بعدما حاول طعن أفرادها بمفك براغي قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية. ويشن الفلسطينيون هجمات طعن وإطلاق نار ودهس بالسيارات بوتيرة شبه يومية قتل فيها 20 إسرائيليا وأمريكي منذ أكتوبر تشرين الأول. وقتلت القوات الإسرائيلية أو مدنيون مسلحون 122 فلسطينيا على الأقل بينهم 74 قالت السلطات إنهم مهاجمون فيما قتل آخرون في اشتباكات مع قوات الأمن. ورغم تلميح إسرائيل إلى قرب توجيه الاتهامات في قضية الحرق في دوما اتهم بعض محامي المشتبه بهم جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بمحاولة انتزاع الاعترافات من المشتبه بهم تحت وطأة التعذيب. وقد تستخدم هذه المزاعم للدفاع عنهم في المحكمة. ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أساليب شين بيت ووصفها بأنها قانونية وقال إن فيديو الزفاف دليل على الحاجة لبذل كل الجهود لكبح جماح اليهود المتطرفين الذين يقومون بأعمال عنف. وقال نتنياهو في بيان "إن اللقطات الصادمة التي أذيعت ... تظهر الوجه الحقيقي لمجموعة تمثل خطرا على المجتمع اليهودي وأمن إسرائيل. "لسنا مستعدين لتقبل أشخاص يرفضون قوانين الدولة ولا يعتبرون أنفسهم خاضعين لها. تؤكد الصور على أهمية وجود وكالة أمن إسرائيلية (شين بيت) قوية لأمننا جميعا." وعبر أعضاء في حكومة نتنياهو الائتلافية عن إدانة مماثلة للفيديو لكن نائبا يمينا متطرفا حليفا له اعترض. وقال بتسلئيل سموتريتش الذي ينتمي إلى حزب البيت اليهودي وهو شريك قوي لحزب ليكود بزعامة نتنياهو إنه يشكك في تسريب فيديو الزفاف الذي قالت القناة العاشرة الإسرائيلية إن محققين تابعين للدولة حصلوا عليه. وقال سموتريتش لإذاعة الجيش الإسرائيلي "أخشى أن يكون أحد في المؤسسة الأمنية قد سرب هذا المقطع في هذا الوقت لمحاولة إضفاء الشرعية على أساليب الاستجواب الكريهة هذه التي تشمل فيما يبدو الاستخدام غير المقبول للعنف ضد أشخاص من هذه المجموعة." وذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها تحقق فيما إذا كانت التصرفات أثناء حفل الزفاف الذي قالت القناة العاشرة إنه أقيم في القدس الأسبوع الماضي تمثل تحريضا على العنف.