رأى الدكتور سمير غازي أن هناك بعض التقدم على مستوى الالتزام السياسي والوطني في العالم العربي بالحد من المخاطر، وبتطوير الآليات والإستراتيجيات المؤسسية، وتعزيز نُظم الإنذار المبكر، وبناء قدرات الاستعداد والتصدي للكوارث، مستدركاً بالقول: «ولكن في معظم الأحيان لم تتم ترجمة الالتزام إلى قدرات عملية وتنفيذية ولا بتوفير الموارد اللازمة لضمان تنفيذ هذه الإستراتيجيات أو للدمج الفعَّال للحد من المخاطر في خطط التنمية». وزاد: «هناك تقدم ضعيف على المستوى التعليمي والوعي العام، والقليل جداً تم إنجازه بشأن جمع وتوفير وإتاحة البيانات والمعلومات عن المخاطر وقابلية التضرر، أو بشأن تطوير الأدوات والطرق المنهجية للتعامل مع الحد من مخاطر الكوارث». وأكد أن المنطقة العربية تعرضت خلال الأعوام القليلة الماضية وبصورة متزايدة لكوارث طبيعية ناجمة عن الزلازل والفيضانات والبراكين والعواصف الرملية والأعاصير، شكلت هاجساً مهماً تبلورت على إثرها قرارات فاعلة، مثل تبني مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة في دورته العشرين قراراً يتضمن تفعيل التعاون مع أمانة الأممالمتحدة للإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، من خلال وضع تنفيذ إطار عمل هيوغو ومتابعته على جدول أعمال المجلس. وذكر أنه جرى إنشاء وتفعيل المركز الإقليمي للحد من مخاطر الكوارث للتدريب والبحوث بمشاركة بين مكتب إستراتيجية الأممالمتحدة للحد من الكوارث والأكاديمية العربية للعلوم والتقنية والنقل البحري، والذي يأتي كإحدى المبادرات العربية المهمة التي تُسهم في الحد من مخاطر الكوارث بإذن الله. وبين الدكتور غازي أن جامعة الدول العربية وبمساهمة من منظماتها المتخصصة والتعاون مع أمانة الأممالمتحدة للإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث، أعدت أول تقرير إقليمي بشأن التقدم المُحرز في تنفيذ إطار عمل هيوغو في المنطقة العربية لعام 2009م. موضحاً أن صدور التقرير الإقليمي الذي قدم في المنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث جاء ليشكل عزماً واضحاً للدول العربية للتعامل مع الكوارث وتخفيف آثارها.