صعّدت إدارة تعليم جدة من حدة لهجتها ضد مدينة الملك فهد الترفيهية وهددت صراحةًً بمقاضاة المتسبب في حادثة غرق الطالب ماجد باسعيد، متهمةً إدارة المدينة الساحلية بعدم اتخاذ التدابير اللازمة لحماية طلاب الرحلة المدرسية بينما أكدت مديرية الدفاع المدني أن غداً (الأربعاء) سيكون الموعد النهائي لكشف الملابسات التي أدت إلى وقوع كارثة «طالب مدارس الفلاح الأهلية». كما وجهت وزارة الصحة السعودية أمس بعلاج الطالب على نفقتها الخاصة داخل المستشفى الخاص الذي يقضي فيه الطالب أيامه الماضية بعد مخاطبات عدة مع وزارة التربية والتعليم. بدورها، أكدت مديرية الدفاع المدني أن غداً (الأربعاء) سيكون الموعد النهائي لكشف كل الملابسات التي تسببت في حدوث كارثة غرق الطالب ماجد باسعيد داخل مسبح مدينة الملك فهد الساحلية إبان رحلة مدرسية أول من أمس (السبت). وقال مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي ل«الحياة» أن التحقيقات الخاصة في مسببات الحادثة، ستظهر غداً، وسنوضح من خلالها ملابسات القضية كافة التي أفضت إلى الحادثة، مشيراً إلى أن سير التحقيقات يجري حالياً بشكل مكثف للوصول إلى نتائج القضية في أسرع وقت ممكن. وعاد جداوي ليؤكد أن الحادثة وبحسب تقديراته الأولية ليست مسؤولية جهة بعينها ولكن هناك عدداً من المسببات ترتكز عليها، «يأتي في مقدمها ضعف الإشراف من الجهة المستضيفة للحدث التي استقبلت الطلاب، إضافةً إلى عدم إجادة الشاب للسباحة جيداً وهو ما نتج منه هذا الأمر، فضلاً عن سوء المتابعة من قبل أعضاء المدرسة أو الجهة المنظمة للرحلة المدرسية»، لافتاً إلى أن لجان التحقيق في الدفاع المدني ستكشف كل حقائق القضية، وستعلن تفاصيل الحادثة لاحقاً. وكان باسعيد أحد طلاب مدارس الفلاح المتوسطة غرق أول من أمس في مسبح مدينة الملك فهد الساحلية أثناء ممارسته رياضة السباحة مع أقرانه الطلاب من طريق نزهة مدرسية نظمتها المدرسة إلى المدينة الساحلية، ما أحدث بعض الفوضى والربكة بين زملائه الطلاب، وتم نقله على الفور إلى أحد المستشفيات القريبة لإسعافه ليمكث فيها ثلاثة أيام منذ مطلع الأسبوع الماضي وهو في غيبوبة كاملة. من جانبها، أكدت إدارة التربية والتعليم أنها ستقاضي إدارة مدينة الملك فهد الساحلية إن ثبت فعلاً أنها المتسبب الأول في القضية من طريق إهمالها، مشيرةً إلى أن الطالب يعد من أبناء «التربية والتعليم»، ولا يمكن أن تتنازل الإدارة عن أي حق من حقوقها تعتقد أو تشعر أنه أهدر بسبب تسيب أو إهمال ما. وأوضح مصدر مسؤول في إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة ل«الحياة» أن الإدارة ستبعث خطاباً عاجلاً إلى المسؤولين في مدينة الملك فهد الساحلية لاستيضاح كل جوانب القضية، و إحضار ملفها كاملاً، وإذا ثبت أن هناك تقصيراً أو إهمالاً أو تسيباً من إدارة المدينة فإنها ستضطر إلى مقاضاة المدينة نتيجة هذا الإهمال. ورفض مصدر «الحياة» الحديث عن أي تنازل حتى لو صدر من عائلة الطالب نفسها، خصوصاً حال ثبوت تورط المدينة في وقوع هذه الحادثة، كون هذا الأمر يرتبط ارتباطاً كاملاً بالحفاظ على أرواح الطلاب، إضافةً إلى أنها (التربية والتعليم) تعتبر نفسها المسؤولة الأولى والوحيدة عن كل حادثة تقع لأي طالب أو طالبة تقع في حياض المدرسة أو داخل دورها التعليمية. وشدد على أن إدارة المدرسة بعثت قبل فترة كافية خطاباً إلى إدارة المدينة الساحلية تعلمها فيه أنها تنوي تنظيم نزهة ترفيهية لأبنائها الطلاب، وأنها تعتزم إرسالهم خلال وقت محدد، وبادلتها إدارة المدينة أيضاً بخطاب مماثل أرفقت فيه موافقتها التامة على تنظيم الرحلة، وتسييرها وفق كل الإجراءات المحددة التي تكفل حماية أرواح الطلاب وسلامتهم خلال تواجدهم داخل المدينة. وقال: «كيف بإدارة المدينة وبعد كل هذه الخطابات المتكررة، لا تستعد ولا تكون في مستوى الحدث؟!، ونفاجأ بعد كل ذلك ومن خلال أقوال بعض الطلاب ممن حضروا الواقعة بعدم وجود مسعف متمكن داخل مسبح المدينة، إضافةً إلى تباطؤ المنقذ البديل وانشغاله بأمور أخرى غير ذات أهمية، ما أدى في نهاية الأمر إلى حدوث هذه الكارثة». ولفت إلى أن موقف الإدارة النهائي واضح ولا يحتاج إلى تغيير أو تبديل، «نحن الآن في انتظار نتائج التحقيق من كل الجهات المعنية بالحادثة، ولن نستعجل في إطلاق الأحكام، وعند ظهور النتائج، وتحديد المتسبب في وقوع الحادثة سيكون لكل حادثة حديث».